للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

محمد بن عبد الباقي قاضي المارستان، وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف النجَّار، وتوفي خامس عشري جمادى الآخرة سنة ستِ مئة، ومولده سنة أربعٍ وعشرين وخمس مئة، وكان سماعُه صحيحًا، والروبائي نسبة إلى روبا من قرى دُجَيْل بغداد. انتهى.

١٠١٩ - (ت ٦٠٠ هـ): عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سُرور بن رافع ابن الحسن بن جعفر، الجَمَّاعِيْلي، المقدسي، الحنبلي الإِمام تقي الدين، أبو محمد الحافظ.

قال ابن العماد (١): ولد سنة إحدى وأربعين وخمس مئة، وهاجر إلى دمشق صغيرًا بعد الخمسين، فسمع أبا المكارم بن هلال، وببغداد من أبي الفتح بن البطِّي وغيره، وبالإِسْكَندرية من السِّلفي، وهذه الطبقة، ورحل إلى أصبهان فأكثر بها سنة نيِّفٍ وسبعين، وصَنَّفَ التصانيف الكثيرة، الشهيرة، ولم يزل يسمع ويكتب حتى مات، وإليه انتهى علمُ الحديث، متنًا وإسنادًا، ومعرفةً بفنونه، مع الورع، والعبادة، والتمسُّك بالأثر، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

وسيرتُه في جزءين ألَّفَها الحافظُ الضياء.

قال ابن ناصر الدين: هو محدِّث الإِسلام وأحد الأَئمة المبرزين الأعلام، ذو ورعٍ وعبادة، وتمسكٍ بالآثار، وأمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المُنْكر.

وقال ابن رجب: امْتُحن الشيخُ، ودُعِيَ إلى أنْ يقولَ: لفظي بالقرآن مخلوق، فامتنع وأبى، فمُنع من التحديث، وأفتى أصحابُ التأويل بإراقة دَمِه، فسافر إلى مصر، وأقام بها إلى أنْ مات.

وقال الضياء: ما أعرف أحدًا من أهل السُّنَّة رأى الحافظَ عبد الغني إلَّا أحبَّه حُبًّا شديدًا، ومدحه مدحًا كثيرًا، وكان إذا مَرَّ بأصبهان يعطف الناس بالسوق، فينظرون إِليه، ولو أقام بأصبهان مدةً وأراد أنْ يملكها لملكها مِنْ حُبِّهم له ورغبتهم فيه، ولمّا


(١) شذرات الذهب: ٤/ ٣٤٥.