للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وغَالب من في المَمْلَكة من الفُقَهاء والعُلَماء، وقضاة الإسْلام، وما صَحِبه أحدٌ إلا وحَصَل له الخير، وكان لا يتردَّد إلى أحد من أهل الدُّنيا، ولا يتكَلَّم فيما لا يَعْنيه، وكان الأكابر والأعيان يَقْصِدُونه لزيارته والاسْتِفَادَة منه. وحَجَّ، وزَار بيتَ المَقْدِس مِرَارًا، ومحاسنه أكثر من أن تحصر، وأشْهَر من أن تُذْكَر. تُوُفَّي بصَالِحيَّة دِمَشْق، يومَ الجُمُعةِ سادسَ جمادى الأُولى، سنةَ خمسٍ وثمانين وثمان مئة، ودُفن بسفح قاسيون قُرْب الرَّوضة. انتهى.

وذكر له السَّخَاويُّ في "الضوء" (١) ترجمةً حافلةً جدًّا، وذكر له فيها من المُصَنَّفات غير ما تقدَّم كتاب "مُخْتَصر الفُروع"، مع الزَّيادة عليها في مجلد كبير، و"شَرْح مختصر الطُّوْفي" لم يَكْمُلْ، و"فِهْرَسْت القَوَاعد الأُصُوليَّة"، و"المَنْهَلُ العَذْبُ الغَزِيْر في مَوْلد النَّبيَّ الهادي البَشِير النَّذير". انتهى المُرَادُ منه.

وذكره ابن عبد الهادي (٢).

٢٣٥٨ - (ت ٨٨٦ هـ): إبراهيم الدَّمَشْقي الصَّالحي الحَنْبليُّ الفَرَّاء، نزيل المدرَسْة الصَّالحية من القَاهرة، ويُعرف بالأبْلَة.

ذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء" (٣) وقال: هو رَجُلٌ صالح منوَّر، سَلِيم الفِطْرة، صحب ابن زَكْنُون، وأبا شَعَر، وابن داود، وغيرهم من سادات الحَنَابِلَة، وعادَتْ عليه بركتُهم، وأخذ عنهم آدابًا وفضائل، وقدِم القاهرة، فقطَن صَالِحيَّتها، وبالجُمْلة فكان من الخَيْر بمكان، وعلى ذهْنه فوائد. مات في رَمَضان، سنةَ ستًّ وثمانين وثمان مئة بالبيمارَسْتَانْ المَنْصُوري، ودُفن بجوار الشَّمس الأمشاطيَّ. انتهى.

٢٣٥٩ - (ت ٨٨٦ هـ): علي بن إبراهيم بن عبد الوهَّاب بن عبد السَّلام، نور الدَّين بن برهان الدَّين، البَغْداديُّ القَاهِريُّ الحنبليُّ.


(١) الضوء اللامع: ٥/ ٢٢٥ - ٢٢٧.
(٢) الجوهر المنضَّد: ٩٩ - ١٠١.
(٣) الضوء اللامع: ١/ ١٨٣.