للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الحافظُ الضِّياءُ: اشتغل بالفقه، والخلاف والفرائض، والنحو، وصار إمامًا، عالمًا، ذكيًا، فَطِنًا، فصيحَ النُّطق، مليحَ الإِيراد، حتى إنني سمعت بعض الناس يقول عن بعض الفقهاء: ما اعترض السيف على دليل إلا ثَلَمَ دليلَهُ، قاله ابن رجب.

وكان حسن الخَلْقِ والخُلُق، أنكر مُنكَرًا ببغداد، فضربه الذي أنكر عليه فكسر ثنيَّته، ثم إنه مُكِّنَ من ذلك الرجل فلم يقتصَّ منه. وغزا مع صلاح الدِّين وسافر إلى حرَّان، فتوفي بها شابًا في حياة أبيه.

توفي في شوال سنة ست وثمانين وخمس مئة. انتهى.

وذكره ابن رجب (١) بنحوه.

٩٥٦ - (ت ٥٨٦ هـ): نجم بن عبد الوهَّاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي الشِّيرَازي الأصل، الدمشقي، الأنصاري، أبو العلاء نجم الدين بن شرف الإِسلام، الحنبلي بن الحنبلي، شيخ الحنابلة بالشام في وقته.

قال ابن العماد (٢): قال ولدهُ ناصحُ الدين عبد الرحمن: وُلِدَ والدي سنة ثمان وتسعين وأربع مئة وأفتى ودرَّس وهو ابنُ نيِّف وعشرين سنة، إلى أن مات، وما زال محترمًا، معظَّمًا، قويًا، ولما مَرِض مَرَضَ الموت، رآني وقد بكيت، فقال: إيش بك؟ قلت: خيرًا، قال: لا تحزن عليَّ أنا ما توليتُ قضاءً، ولا شحنكية، ولا حبست، ولا ضربت، ولا دخلت بين الناس، ولا ظلمت أحدًا، فإنْ كان لي ذنوب، فبيني وبين الله تعالى، ولي ستون سنة أُفتي الناسَ، والله ما حابيت في دين الله تعالى.

وكان الشيخ الموفق، وأخوه أبو عمر إذا أشكل عليهما شيء سألا والدي.


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٣٧١.
(٢) شذرات الذهب: ٤/ ٢٨٥.