للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[(ذكر زهده، وبيته وآلاته، ومطعمه، ورفقه بنفسه، ولباسه، وورعه، وإعراضه عن الولايات)]

[أما زهده رحمه الله]

فقال أبو داود: ما رأيت أحمد ذكر الدنيا قط.

وقال عمر بن سليمان المؤدب: صليت مع أحمد التراويح، فلما أوتر رفع يديه إلى ثدييه، وما سمعنا من دعائه شيئًا، ولا ممن كان في المسجد، وكان فيه سراج على الدرجة لم يكن فيه قنديل ولا حصير ولا خلوق.

وسئل بعضهم فقيل له: أحمد بن حنبل هو إمام؟ فقال: إي والله، صبر على الفقر سبعين سنة.

وقيل لأحمد بن حنبل: إنَّ أحمد الدَّوْرَقي أعطى ألف دينار؟ فقال أحمد: (ورزق ربك خير وأبقى).

وكان يقول: الفائز من فاز غدًا ولم يكن عنده لأحدٍ تبعة. وكان أيام الغلاء يجيء بغزل إلى بعض أصحابه ويستره فيبيعه له، فكان ربما باعه بدرهم ونصف، وربما باعه بدرهمين، فتخلف مرة فقال له: يا أبا عبد الله لم تجئ أمس؟ فقال: أم صالح اعتلّت، ودفع إليه غزلًا فباعه بأربعة دراهم، فجاء بها، فأنكر ذلك وقال: لعلك زدت فيه من عندك؟ فقال: ما زدت فيه من عندي، ولكن كان غزلًا دقيقًا.

ودخل بيت ابنه صالح وقد غيّر سقفًا له فخرج وقال: لا أدخل حتى تغيروه.

واشترى صالح جارية فشكت إليه أهلَه، فقال: قد كنتُ أكرهُ لهم الدنيا، وقد بلغني عنك الشيءَ، فقالت: يا عم ومن يكره الدنيا غيرك؟ فقال لها: شأنك إذًا.

وقال صالح: كنا إذا اشترينا الشيء نستره عنه كي لا يراه فيوبخنا على ذلك.