للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحجَّ من بلادهم ثلاث مرات، وفي المرَّة الأخيرة قَدِم دمشقَ صحبة الرَّكب الشَّامي، فدخلها في صفر، سنة إحدى وثمانين ومئة وألف، واستقام بها لطَلَبِ العِلم، وأخذ الفقهَ وأصولَهُ عن الشيخ الشهابِ أحمد بن عبد الله البَعْلي، والشيخ محمد بن مصطفى اللَّبدي، وأَخذ العربيةَ عن القُطْب عمر بن عبد الجليل البَغْدادي، وحَضَر في "الصحيحين" على الشَّهاب أحمد بن عُبيد الله العطَّار في الجامع الأموي بين العِشاءين، وأخذ الفرائضَ عن الشيخ إبراهيم الكُرْدي، وحَضَر دروس المحقِّق علي أفندي الطَّاغسْتَاني، ونَبُل قَدْرُه وعلا ذِكْرُه، ودرَّس في الجامع الأموي بعد وفاة شيوخنا، وأقبَلَتْ عليه الطَّلبةُ الحنابلةُ، وانتفعوا به، وصار مَرْجِعًا في مسائل المذهب ووقائعه، وكان فقيرًا صابرًا، عليه سِيْما العلمِ والعملِ والتقوى، وكان متقللًا من الدُّنيا، معرِضًا عن زخَارِفها، لا يتردَّدُ إلى أحدٍ من أبنائها، مُثابرًا على صلاةَ الجماعةَ في الجامع الأموي، مَصُون اللسانِ عن اللغو، وبالجملة فهو آخرُ الفقهاءِ الحنابلةِ موتًا بدمشق، ولم يزل على هذه الحالةِ حتى توفي مطعونًا شهيدًا، طُعِن ليلة الأربعاءِ، سادس عشر شوال، سنةَ خمسٍ أو ستٍ ومئتين وألف، وتوفي بعد عصرِ اليومِ المذكور، وهو في غاية من اليَقَظةِ، وصُلي عليه في مسجد الشيخ عبد الله المنكلاني بمحلَّة القَيْمَريَّة، ودُفِن قُبَيْلَ المغربِ في الجبَّانة الرَّسْلانيَّة، تجاه السور الدِّمشقي، وكثُر الأسفُ عليه. انتهى.

- (ت ١٢٠٦ هـ): الشيخ إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن أبي يوسف النَّجْدي. [انظر: ٢٧٥٦].

تقدَّم قريبًا سنة خمس ومئتين وألف.

٢٧٥٧ - (ت ١٢٠٦ هـ): شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهَّاب بن سُليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بُرَيد بن محمد بن بُرَيد بنِ مشرف النَّجْدي، الحنبلي، شيخُ الإسلام، ومجدِّد القرن الثاني عشر، ناصِر السُّنَّة، وقامِعُ البدعَةِ، العلَّامةُ المحققُ الفهَّامة، المدقِّق، شيخ الإسلام والمسلمين، ومفتي فِرَق الموحِّدين، مَنْ طار صِيْتُه فوق السُّها، وأذعنَ لفضلِهِ العلماءُ، وذوي النُّهى.