للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَوَجدتُ تَرْجَمَتَهُ على طُرَّة كتابِهِ "عُنْوان المَجْد في تاريخ نَجْدِ" (١)، وقال فيها: وُلِدَ بِبَلدة شَقْرا، ونَشَأ بَيْن أبْنَاء جِنْسِهِ، وقَرأ القُرْآن أوّلًا، ثم قرأ العُلُوم على عِدَّة مَشَايخ وأخذ عَنْهم، منهم الشَّيخ إبراهيم بن سَيْف وأَخُوه، والشَّيْخ عُثمان بن عَبْد العَزِيز بن مَنْصُور النَّاصِرِيُّ، والفَقِيه عليُّ بن يحيى بن سَاعِد القَاضِي، والعَالِم الفَاضل عَبْد الكَريم بن مُعَيْقل وغيرهم، وصنَّف عِدَّة مُصَنَّفاتٍ منها: "كتاب الخَيْل" سَمَّاه "سُهَيْل في الخَيْل" مُجَلَّد، وكتاب "الإشارة في مَعْرفة مَنَازل السَّبْعة السَّيَّارة" في عِدَّةِ كراريس، ورسالةٌ في الحِسَاب سَمَّاها "بُغْيَة الحَاسِب"، وكتاب "مُرْشِد الخَصَائِص ومَبْدأُ النَّقَائِص" في الفيليين والثُّقَلَاء"، و"فهرسُ طَبَقَات الحَنَابِلة لابن رجب"، جَعَل تراجِمَها على حُرُوف المُعْجم، وكتاب "عُنْوان المَجْد في تَاريخٍ نَجْد"، وهو كتاب مُفِيْدٌ فيِ جُزْئَيْن، ولَهُ غيرُ ذلكَ من الكُتُب والرَّسَائل، وتُوُفِّي سنةَ ثمانٍ وثمانين ومئتَيْن وأَلْف. انتهى.

٢٨٦٩ - (ت ١٢٩١ هـ): محمد بن عبد الله بن محمد بن إبْراهيم بن مَانِع ابن إبراهيم بن حَمْدان بن محمد بن مانع بن شِبْرمة، التَّمِيْمِيُّ النَجْديُّ الحنبليُّ.

ذكره ابن عِيْسى في "ذيله على تَاريخ ابن بشر وقال: تُوُفِّي في آخر شَهْر ذي القعْدة، سنةَ إحدى وتِسْعِين ومئتين وألْف. انتهى.

وذكره صاحِبُ "السُّحُب الوَابِلة" (٢)، فقال: هو الشَّيخ الفَاضِل العَالِم، العَلَم المُفْرَدُ، السَّابِقُ إلى المَكْرُمات والفضائل. وُلِدَ في بَلْدة شَقْرا من بُلْدَان الوَشْم، في حُدُود سَنةِ سَبْعٍ ومئتَيْن وأَلف أو بَعْدها بقَلِيْل، ونَشَأ نَشْأةً حَسَنةً، في الدِّيانَة والصِّيَانَة، والنَّزَاهَة والعَفاف، وطَلَبَ العِلْم فَقَرأ على مشايخ بَلَدِهِ ومن يَرِدُ إليه، حتى نَزَل عِندهم العَلَّامة الشَّيخ عَبْد اللَّهِ أبا بُطَيْن، فَلَازَمَهُ مُلَازَمَةً تَامَّةً، وتزَوَّج ابنتَهُ، وصار لا يُفَارقه إلا وَقْت النَّوم، فقرأ عليه كُتُبًا عَدِيْدَةً، في التَّفْسير والحَدِيْث، والفِقْه وأصُوله، وأصُول الدِّين والنَّحْو، وصَار مُعْتَمَد الشَّيخ في جَميْع أمُوره، حتى على أوْلادِهِ، ولَمَّا ارْتَحل الشَّيخ إلى عُنَيزة بِطَلَبِهم إيَّاه للقضاء


(١) عنوان المجد، الصفحة الأولى.
(٢) السُّحْب الوابلة: ٣/ ٩٥٤ - ٩٥٧.