للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَنة: بضعٍ وثلاثينَ تقريبًا، ونشأ بحلبَ، وتعانى الغَزل، والقِراءةَ على القُبور، إلى أن اختصَّ بسالمِ بن سَلَامة الحَمَوي، قاضِي الحَنابِلَة بحلبَ، فَحنبلَهُ، ووقَّعَ بينَ يَدَيه، ونابَ عنه. وكانَ جميلًا، وامتُحِنَ بالضَّربِ والإشهارِ من الشِّهابِ الزُّهري، لشهادَةٍ شَهِدَها المُحبُّ ابنُ الشُّحْنَة، ثم لمَّا قُتلَ مخدومُه سالِم، رامَ من العلاءِ بن مُفلِح الإستِنَابَة، فامتَنَع لقُربِ عَهَدِهِ ممَّا تقدَّم، فانتمى للزَّين عُمر بنِ السَّفَّاح، فساعَدَهُ عند الجَمال ناظِر الخَاصِّ، بحيثُ إنَّ العلأَ لمَّا انتقلَ لقضاءِ دمشقَ استقرَّ عوضه في حَلَبَ بَبَذْلٍ مُعجِز وتَقْريرٍ سَنوِيًّ، وتكرَّر صرفُهُ عنه إلى أن ولَّاه الأشرف قايتباي كتابة السِّرِّ ونَظَرَ الجيش أيضًا عوضًا عن الكمال المعري حينَ حبسَه بالقلعة مُضافًا للقَضاء، ثم صرف عن الثَّلاثةِ بالسَّيدِ ابنِ أبي مَنصُور، وطلبَ هذا إلى القاهِرَة، فنقَم عليه أنه باطَن في قتلِ ابنِ الصعوة، وحُبس بالمقشرة، فدامَ بها نحوَ خمس سنين وأُطلِقَ، وأُعيدَ للقضاءِ في مُستهل صَفرَ، سَنةَ خَمسٍ وتِسعينَ وثمانِ مئة، وصنَّف، وقرَض له تصنيفه السعديُّ قاضي مِصرَ، وهو حَسَنُ الشكالَة، فصيحُ العِبارَة، مُصاهِرٌ لبيت ابنِ الشُّحْنَة. انتهى مُلخَّصًا من ترجمةٍ حافِلَة.

٢٤١٨ - (ت ٩٠٠ هـ): أحمدُ بن ماجِد بن محمد بنِ معلق، السَّعديُّ، النَّجديُّ، الحَنبليُّ، المؤرَّخُ، المعروفُ بابنِ أبي الرَّكائب.

ذكره الزِّرِكْلي في "أعلامُه" (١)، وقال: هو من عُلماءِ فنِّ المِلاحة وتاريخهِ عندَ العَرب. كان مَلَّاحًا يُلَقَّبُ بأسدِ البَحر، وفي مجلَّةِ المجَمع العِلمي العَربيِّ" ما يدلُّ على أنَّه هو الرَّبان العربيُّ الَّذي سيَّر الأُسطولَ البُرتغالِيَّ بقيادةِ فاسكُو دي غَاما مِن مالندي على ساحلِ إفريقية الشَّرقيَّة إلى كَلكتا في الهِند، وفيه أيضًا أَنَّ برتن الإنكليزيَّ ذكَر أنَّ بحارةَ عَدَن سنةَ أربعٍ وخَمسين وثمان مئة وألف ميلاديَّة، كانُوا قبلَ السفر يَقرؤون الفاتِحَة للشَّيخ ماجد مُخترعِ الإبرة المغناطِيسيَّة، والمُرادُ بالشَّيخِ ماجِد، صاحب التَّرجمةِ لا سِواه. وُلدَ بنَجد، وصنَّف "الفوائد في أصولِ علمِ البَحر والقواعِد وأُرجوزَة سمَّاها: "حاويةُ الاختِصَار في أُصولِ علمِ


(١) الأعلام: ١/ ٢٠٠.