للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حكاية عجيبة، وأظن القاضي حكاها عن غيره، وقد ذكرها أبو المظفَّر سِبْط ابن الجوزي في "تاريخه"، في ترجمة أبي الوفاء ابن عقيل، وأنها جرت له. قال ابن رجب. وأبو المظفر السِبْط ليس بحجة فيما ينقله، ولم يذكر للحكاية إسنادًا متصلًا إلى ابن عقيل، ولا عزاها إلى كتاب معروف، فنِسْبَتُها إلى القاضي أبي بكر الأنصاري أنسب، والله أعلم. انتهى المراد منه.

٨٢٦ - (ت ٥٣٥ هـ): عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد، الشيباني البَغْدادي الحنبلي، أبو منصور القزاز، المعروف بابن زريق.

قال ابن العماد (١): روى عن الخطيب، وأبي جعفر ابن المُسْلمة، والكبار، وكان صالحًا كثير الرواية، توفي في شوال سنة خمس وثلاثين وخمس مئة عن بضعٍ وثمانين سنة. انتهى.

وتقدمت ترجمة أبيه سنة ثمانٍ وخمس مئة، وكذلك ترجمة ابن نصر، ستأتي سنة ثلاثٍ وثمانين وخمس مئة إن شاء الله تعالى.

٨٢٧ - (ت ٥٣٦ هـ): عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد، شَرف الإِسلام ابن الشيخ أبي الفَرَج، الأنصاري الشِيْرازي، ثم الدمشقي، الفقيه الحنبلي، الواعظ، شيخ الحنابلة بالشام بعد والده ورئيسهم.

قال ابن العماد (٢): وهو باني مدرسة الحنابلة داخل باب الفَراديس، سكنها الشيخ محمد الأسطواني من سنة خمسٍ وأربعين وتسع مئة إلى سنة نيّفٍ وسبعين وتسع مئة، كذا رأيته على هامش طبقات الحنابلة لابن رجب. وقال ابن رجب في "الطبقات": توفي والد عبد الوهاب وهو صغير، فاشتغل بنفسه، وتفقَّه وبرع، وناظر وأفتى، ودرس الفقه والتفسير، ووعظ واشتغل عليه خا كثير، وكان فقيهًا بارعًا، واعظًا فصيحًا، وصدرًا عظيمًا، معظَّمًا، ذا حرمةٍ وحشمةٍ، وسؤددٍ ورئاسةٍ، ووجاهةٍ


(١) شذرات الذهب: ٤/ ١٠٦.
(٢) شذرات الذهب: ٤/ ١١٣.