للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١٥٣ - (ت ٦٣٣ هـ): أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المَقْدِسي، الحنبلي، أبو حمزة، جمالُ الدَّين.

قال ابن العماد (١): روى عن نَصْرِ الله القَزَّاز، وابنِ شاتيلَ، وأبي المعالي بنِ صابر، وكان يتعانى الجندية، وفيه شجاعةٌ، وإقدامٌ على الملوك، وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثينَ وست مئة. انتهى.

١١٥٤ - (ت ٦٣٣ هـ): نصرُ بنُ عبدِ الرزاق بنِ الشيخ عبد القادِرِ الجِيْلاني، قاضي القُضاة، عمادُ الدين، أبو صالح الجِيْلي، ثم البغدادي، الحنبلي.

قال ابن العماد (٢): أجازَ له ابنُ البَطَّي وسَمِعَ من شُهْدَة، وطبقتها، ودَرَّسَ، وأفتى، وناظر، وبرع في المذهب، وولي القضاءَ سنة ثلاث وعشرين وست مئة، وعُزل بعد أشهر، وكان لطيفًا، ظريفًا، متينَ الدَّيانة، كثيرَ التواضع، متحرِّيًا في القضاء، قويَّ النَّفس في الحق، عديم المحاباة والتكلُّف، قاله في "العبر".

وقال ابنُ رجب: كان عديمَ النظير، عظيمَ القدْر، بعيدَ الصِّيْت، معظَّمًا عند الخاصِّ والعامِّ، ملازِمًا طريقَ النُّسُكِ والعبادة، مع حسنِ سَمْتٍ، وكَيْسٍ، وتواضُع، ولطفٍ، وبِشْرٍ، وطِيْب ملتقى، وكانَ محبًا للعلم، مُكرمًا لأهلِهِ، ولم يَزلْ على طريقةٍ حَسَنَةٍ، وسِيْرَةٍ مَرْضِيَّةٍ، وكانَ أثريًا، سُنَّيًا، متمسَّكًا بالحديث عارفًا به، وَلَّاهُ الطاهرُ الخليفةُ ابنُ الظاهر قضاءَ القُضَاةِ بجميع مملكته، فيُقال: إِنَّه لم يقبل إلا بشرط أن يُوَرَّثَ ذوي الأرحام، فقال له: أعْطِ كلَّ ذي حقٍ حَقَّه، واتقِ الله، ولا تتقِ سِواه، فأرسل إليه عَشرة آلافِ دينارٍ يوفي بها دُيُونَ مَنْ في سِجْنِهِ من المَدِيْنِيْن الذين لا يجدون وفاءً، وَرَدَّ إليه النَّظَر في جميع الوقوف العامة، ووقوف المدارس الشافعية، والحنفية، وجامعي السلطان، وابن عبد اللطيف، فكان يُوَلِّي ويعزل في جميع المدارس حتى النظامية، ولَمَّا توفي الظاهرُ أقَرَّهُ ابنهُ المُسْتَنْصِرُ مُدَيْدَةً، وكان في أيامِ


(١) شذرات الذهب: ٥/ ١٥٩.
(٢) شذرات الذهب: ٥/ ١٦١.