المصري المولد، البغدادي الدار، الفقيه الحنبلي، الزَّاهد، أبو الحسين، ابن الشيخ أبي عمرو المتقدم.
ذكره ابن رجب (١) وقال: خرج من مصر قديمًا، واستوطن بغداد، وتفقَّه في المذهب على أبي الفتح بن المَنِّي، ولازم دَرْسَه، وسَمِعَ من أبي محمد بن الخَشَّاب وغيره، وحَصَلَ له القبولُ التامُّ من الخاصِّ والعامِّ، وكان ورعًا، زاهدًا، عابدًا.
قال ابن الحنبلي في حقِّه: كان مُشتَغِلًا بحفظ كتاب "الوجهين والروايتين" تصنيف القاضي أبي يَعْلَى، وكان من الزُّهْد والصلاح، والتطهير والتورع في المأكول، على صفةٍ تُعْجِزُ كثيرًا من المجتهدين في العبادة.
وقال القادسي: هو أحد الزُّهَّاد، الأبدال، الأوتاد، ومن تُشدُّ إليه الرِّحال، ومن كان لله عليه إقبالٌ، الصائمُ في النَّهار، القائمُ في الظلام، قَدِم بغداد وسَكَن برباط الشيخ عبد القادر، وما كان يقبل من أحدٍ شيئًا ولا يَغْشى باب أحد من السلاطين، كان يَنْفُذُ له في كل عام شيءٌ مِنْ ملكٍ لهُ في مِصْرَ يكفيه طولَ السنة.
وقال ابن النجَّار: كان عبدًا، صالحًا، مشهورًا بالعبادة والمجاهدة، والورع، والتقشُّف، والقناعة، والتعفُّف، وكان خَشِنَ العيش مُخْشَوشِنًا، كثير الانقطاع عن الناس، وكان على غايةٍ من الوَسْوَسَة، والمبالغة في الطهارة.
توفي يوم الثلاثاء سابع ربيع الآخر، سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ساجدًا، وصُلِّيَ عليه بمدرسة عبد القادر وكان يومًا مشهودًا. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلةٍ.
قلت: ويُروى عنه في الوسوسة أشياء سامحه الله، وعافانا من ذلك.
٩٨٤ - (ت ٥٩٣ هـ): طَلْحة بن عبد الله بن المظفر بن غانم بن محمد العَلْثي تقي الدين أبو محمد، الفقيه، الحنبلي، الخطيب، المحدِّث، الفَرَضِي النظَّار المُفَسِّرُ، الزاهِدُ، الوَرِعُ، العارفُ.