وبالجملة فهو من العلماء الفُضَلاءِ الأجلَّاءِ، وتوفي بعد مرض ثلاثة أيَّام فقط في السابع والعشرين من شهر رمضان سنةَ تسعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، ورثاه العلماءُ من الكويت وغيرهم، منهم: العبدُ الفقير بقصيدة على روي الفاء عددها تسعون بيتًا وآخرها:
وأرَّخ كوى شهر الصِّيام مماتَهُ … فما الوردُ قبر جسم سيِّدي يتحفُ
٢٩٨٩ - (ت ١٣٤٩ هـ): الشَّيخُ أبو بكر خُوقِير بن العارف الإمام محمَّد عارف بن عبد القادر بن الشَّيخ محمَّد علي خُوقِير المكيُّ الحنبليُّ الكُتبيُّ بباب السَّلام بمكة المشَّرفة، المحدِّثُ، السَّلفيُّ، الأثريُّ، ولد في مكةَ في اليوم السَّادس والعشرين من ذي الحجَّة سنةَ أربعٍ وثمانينَ ومئتين وألف، وقرأ القرآن وجوَّدهُ، واشتغلَ بطلبِ العُلومِ من صِغَرِهِ، وكان مشغوفًا بعلم الحديث، وارتحلَ في طلبهِ إلى البلاد الشَّاسِعةِ، منها بلاد الهند، فقد أخذَ بها عن أفاضِلها، منهم حسين بن محسن الأنصاري، ومحمد نذير حُسين، وأخذَ بمكة عن الشَّيخ أحمد بن عيسى الحَنْبليّ النَّجديِّ، وأكثر عنه، وفي المدينة وغيرِها عن محمَّد القاوقجي، ومحمد الأنصاري، ومحمد بن عبد العزيز الهاشمي الجعفري، وأحمد بن زَيْني دَحْلان، وعبد الرحمن سِراج، وغيرهم، وأخذ الفقهَ الحنبليَّ عن الشيخ يوسف البَرْقاوي، ومحمد الدُّوماني خطيب دُوما، وعبد الله صُوفان، وأجازُوه بما تجوزُ لهم روايتُه بشرطِهِ، وأخذَ عنه جملةٌ من العلماء، وكان يقول رحمه الله: عليكم بقراءة "صحيح البُخاريّ" فإني قد جرَّبتُ بركته، وعرفتُ شرحَ الحديثِ بعضَه ببعضٍ من تراجمِهِ وتكريرِهِ في أبوابه، كما استفدتُ من قراءةِ "مسند الإمام أحمد بن حنبل" روايةً من مراجعة كُتبِ الغريبِ وضبطِ اللَّفظِ من مثل "النِّهاية"، و"مجمع البحار"، و"القاموس". ويقول أيضًا: يكفي لطالبِ العلمِ المبتدئ قراءة "بلوغ المرام"، و"عمدة الحديث"، وللمنتهي "المشكاة" و"المنتقى"، و"التلخيص الحبير" فإنَّها جمعَتْ ما في الكتب الصَّحاح، مع بيان الصَّحيح من السَّقيم، وليس في الحديث ما نقله الشَّيخُ إلَّا القليل، ويكفي في ذلك كتاب "الاعتبار بمقدار