الرابعة نهارًا لا يخل بذلك، وكان كثيرَ الصِّيَام قلَّ أَنْ تراه مفطرًا، وكان ملازمًا على الصف الأَوَّل في نقرة الإمام، كثير الأوراد والأذكار، مهيبًا عند الخاصِّ والعامِّ، طويلًا، نحيفَ الجسم، يخضب بالحناء، توَلَّى حفظَ بيت المال للإمام عبدِ الله آل فيصل، ثم للإمام عبد الرحمن، ثم للملك عبد العزيز في نجد فباشره بعِفَّة ونزاهةٍ تامَّةٍ، وكانَ يواسي الفقراء من طلبة العِلْمِ وغيرهم من بيت المال، ويعطيهم ما يقوم بكفايتهم منه، فلما توفي قطع عنهم كل ما كانَ جاريًا لهم فتفرقوا فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، تخرَّجَ به خلقٌ كثيرٌ لا يحصون، ولمَّا قدمت الرِّياض قرأتُ عليه جملةً من كتاب "الرَّوْض المربع شرح زاد المستقنع"، و"ملحة الإعراب"، وبعض "ألفية ابن مالك"، وبعض "الرحبية"، وتوفي رحمه الله في السَّاعة العاشرة بعد العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنةَ خمسٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، وقد كُفَّ بَصَرُه قبلَ وفاتِهِ، وصلَّي عليه في جامع الرِّياض، وأمَّ النَّاسَ في الصلاة عليه شيخُنا محمد بنُ عبدِ اللطيف، وشَيَّعَهُ خلق كثير من الأعيان والأمراء، ودُفِنَ في مقبرة العود، وصلي عليه صلاةُ الغائب في مكَّة، والمدينة، والطائف، وجدة، وتأسَّفَ الناسُ على فقده، رحمه الله ولم يخلف من الأولاد سوى ابنه محمد. انتهى.
٢٩٧٢ - (ت ١٣٤٥ هـ): الشيخ عيسى بن محمدِ الملاحي النَّجديُّ، الحنبليُّ.
قال في "زهر الخمائل": قرأ وتَعَلَّم بحائل، وهو من أهالي قفار، كانَ صالحًا دينًا، فيه تحامل على بعض العلماء في الطعن عليهم، وكان شديدًا على أهل المعاصي، مات سنة خمس وأربعين وثلاث مئة وألف. انتهى.
٢٩٧٣ - (ت ١٣٤٥ هـ): الشيخُ عبدُ الله بنُ خلف النجْديُّ، الحَنْبَلي، الفقيهُ، الفرضيُّ، العالمُ، العَلَّامةُ، ولد في بلد حائل، ونشأ بها، وأخذ العلم بها عن عِدَّةِ مشايخ من أجَلِّهم الشيخُ القاضي عبدُ العزيز المرشدي، والشيخُ محمدٌ الغنيمي النجديان وغيرهما، وكان فقيهًا مفتيًا، ووَلِيَ القضاءَ ببلد حائل، وحُمِدَتْ سيرتُه، وكان ورِعًا، زاهدًا، ذا حظ من عبادةٍ، ووردٍ، وتهجدٍ على نهج السَّلفِ