للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتعلَّم بحائل، كان حافظًا مُجَوِّدًا يقرأ بخفةٍ نادرةٍ لا يتكلفُ، ولا يسأم، مات سَنَةَ سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف. انتهى.

٢٩٤٧ - (ت ١٣٣٧ هـ): الشيخُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عُبَيد بنِ عبدِ المحسن آل عبيد النَّجْدِيُّ، القَصِيْمِيُّ البُرْدِيُّ، الحَنْبَلِي، الشَّابُّ، التقيُّ، النقيُّ، الوَرع، الزَّاهِدُ، الذكيُّ، الألْمَعِيُّ، الأَوْحَدُ، المنفردُ النظيرِ.

ولدَ في بلد بُرَيْدَة عاصمةِ القصيم، ونشأ بها في حِجْرِ والده، وقرأ القرآن على الشيخ المقرئ بها عبدِ الله بنِ معارك، فحفظ القرآن العظيم، ثم انبعثتْ هِمَّتُه إلى طلبِ العِلمِ بمساعدةِ وتشجيعِ والِدِهِ المرحومِ عبَيْدِ العبد المحسن، فأخذ في طلبِ العِلْمِ على علماءِ نَجد، ومن أجَلهم الشيخُ عبدُ الله بنُ محمدٍ آل سليم، وأخوهُ الشيخ عمرُ بنُ محمدٍ آل سليم، ولازَمَ الأخيرَ ملازَمةً تامَّةً حتَّى كان لا يفارِقُهُ سفرًا وحضرًا، وكان من أخصِّ تَلامِذَتِهِ، وكان رفيقي في القراءة عليهما، وكان حسنَ الصَّوتِ، سريعَ القراءةِ جدًا، حديدَ الفَهْمِ، أدركَ في زمنٍ قصيرٍ ما لا يدرِكهُ غيرُه في الزَّمَنِ الطَّويلِ باعد بينهما فكانت له اليدُ الطُّوْلى في الفقه، والفرائض، والنحو، وغير ذلك، وشارك في عِدَّةِ فنونٍ، وكانَ ذا عبادَةٍ وزهدٍ، وورعٍ، وإعراضٍ عن الدنيا، قد كفاهُ مَؤنَتَها والِدُه المذكور ففرَّغَه لطلبِ العلمِ، وبَذَلَ ماله لما يحتاجُه من شراءِ الكتبِ الثَّمينةِ، ومواساةِ زملائِهِ المُعْوِزِيْن من الطلبة، وكان محببًا إلى النَّاسِ جميعًا العَامِّ والخاصِّ، وكان ليِّنَ الجانِبِ، حلوَ المفاكَهَةِ، يكادُ يسيلُ رِقَّةً إلَّا إذا رأى انتهاكَ محارمِ الله فإنَّهُ يثورُ ويغضبُ كما يغضبُ النمر إذا حَرِبَ، وكان يقضي أوقَاتَهُ كلَّها في عبادةٍ أو قراءَةٍ أو مُطالعةٍ في جميع نهاره وأكثر أوقاتِ ليله، حتَّى إنَّه يقرأ القرآن وهو يمشي في السُّوق ذاهبًا إلى المسجِدِ أو راجعًا، لا يفتر لسانُه عن الذكر والتلاوة، واخترمَتْهُ المنيَّةُ وهو شابٌّ ولم يَتَزَوَّجْ، ولو عَاشَ لكانَ آَيةً في عصْرِهِ، ولكنَّهُ سافَرَ مع شيخه عمرَ بنِ محمدٍ آل سليم الآنف الذكر إلى بلدة الأرطاوية هجرة الإخوان البدو بأمر جلالة الملك عبد العزيز بنِ عبد الرَّحمن آل فيصل لتعليم أهل تلك البلد أحكام دينهم، وبث العلم فيهم، فصادَفَ الطَّاعُون العام، فماتَ بها وذلك سنة سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف رحمه الله، وأتانا نَعْيُهُ فاشتدَّ أسَفُ النَّاسِ