الرَّاحة لتناول علم المساحة" وذيَّله بخريطة فيها رسم الأشكال الهندسية، مع بيانِ مساحَتِها، ورسالة أصغر منها بكراسين، ورسالة أصغر بكُراس واحد، وله مقدمة في "توفيق المواد النِظامية لأحكام الشريعة المحمدية"، و"تسهيل الأحكام فيما يحتاج إليه الحُكَّام"، و"المطالب الوفيَّة فيما تحتاج إليه النَّواب الشرعية"، و"القواعد الحنبلية في التَّصرفات الأملاكية"، وكتاب في الحساب في ثلاث كراريس ونصف، وشرح على "الدرر الأغلى"، ورسالة في مصطلح الحديث، وله خريطة في النَّحو سَلَك فيها مسلَكَ "الإظهار"، واختصر "معراج" والده، واختصر منسكه، وجمع دفترًا كبيرًا لتقسيم مياه دمشق، وله رسائل لم تتم في الفرائِض والحِساب والنَّحو، وغيرِ ذلك، وكان يميل إلى إحياء المذاهب المُنْدَرِسَة ونَشْرِها، وله اطلاع واسعٌ على أقوال المجتهدين، وقد أخذ عنه وانتفع به جماعةٌ كثيرةٌ من العلماء في الفقه والفرائض من دِمَشقيين ونَجْدِيِّينَ وغيرهم، وما زال مثابرًا على عِلْمِهِ وعَمَلهِ إلى أن توفي بعد عصر الخميس، ودُفن صباحَ الجمعةِ سنةَ سبع وثلاث مئة وألف، وكانت جنازته حافلة جدًا، ودُفِن بمقبرة الذَّهبِيَّة. انتهى المراد من ترجمة حافلة جدًا.
ولد ببلدة بُرَيْدَة، ونَشأ بها، وحَفِظَ القرآن، وقرأ على علمائِها، ثم ارتحل إلى الرياض للأخذ عن علمائِها، فأخذ الفقه عن الشَّيخ عبد الرَّحمن بنِ حسن بنِ الشيخ محمدِ بنِ عبدِ الوَهَّاب، وعن ابنه الشيخ عبد اللَّطيف بنِ عبدِ الرَّحْمَن بن حسن، وعن الشَّيخ العَلَّامَة الفقيه عبد الله أبا بطين وغيرهم، فمهر في الفقه مهارةً ظاهِرةً في جميعِ الفنون، وكان له ذكاءٌ يفوقُ الحَدَّ، وعقلٌ رزينٌ، وأخلاقٌ حَسَنَةٌ قلَّ أنْ تجتمع في غيره، وكان سَخِيًّا، كريمًا، رحيمًا بالفقراء، ذا عبادةٍ، وورَعٍ، وزُهد، يفوقُ عمله وصفه، بل كان متألهًا لكل الفضائل، قدوةً للأواخر، ومصداقًا لأفاضل الأوائل، وتولَّى القضاءَ في بلده