بدمشق سنة ستٍّ وأربعين ومئتين وألف تقريبًا، ونشأ في حجر والدِهِ، ولمَّا توفي والدُه سَنَة تسعٍ وخمسين ومئتين وألف، كان صغيرًا فكفلَهُ ابنُ عم جدِّه العالم، الصَّالحُ، الشيخُ مصطفى الشطي، وحضر مجالسَ الأشياخ، ودروس العلماء، كالشيخ عبدِ الرَّحمن الكزبري، والشيخِ عبدِ الرحمن الطيبي، والشيخِ حسن الشطي، وغيرهم، وصار كاتبًا في محكمة الميدان، ثم وَلِيَ أمانَةَ بيتِ المال بدمشق، ثم صارَ رئيسَ الكُتَّاب بالمحكمة الكبرى المعروفة بالبزورية، ثم في سنة خمس عشرة وثلاث مئة وألف وُجِّهَت له نيابةُ المحكمة المذكورة، فاستمر بها إلى وفاتِهِ، وكان له هفواتٌ وغلطاتٌ عفا الله عنه، وكانت وفاتُه في أواسط شهرِ شوَّال سَنَةَ إِحدى وعشرين وثلاث مئة وألف، وقد ناهز السبعين، ودُفِنَ بمقبرة الدحداح بدمشق. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلة.
وجَدْتُ بقلم الشيخِ سليمانَ بنِ حمدان: أنَّه توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة وألف، وأخبرني الأستاذ عبدُ الكريم بن ناصر الخياط أنَّهُ يعقوبُ بنُ محمدٍ بنِ سعد وأنَّه ولد سنة سبعٍ وستين ومئتين وألف، وأنَّه أخذ العلم عن الشَّيخ عبدِ العزيز المرشدي، ولازمه وكان يستنيبه في القضاء ببلد حائل، ولم يلِ القضاءَ استقلالًا، وأنَّه له مواقف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست لغيره.
وقال في "زهر الخمائل": لم أقف على ولادَتِهِ، ولم يل القضاءَ، وكان صلبًا في دينه، ذا غيرةٍ شديدة، لا تأخذه في الحق ونصرتِهِ لومَةُ لائمٍ، وكانَ يتصدى للإنكار على الأُمراء ولا يداري، وكان حسن الصَّوْت بالتلاوة، حافظًا للقرآن ماتَ سَنَةَ عشرين وثلاث مئة وألف بسبب سقوة صُنِعَتْ لغيره، الظاهر أنَّه طلال بنُ نايف حيث قدمت كأسُ للشرب فحلف طلالٌ لا يشربُ قبلَ الشيخ يعقوب فشرب يعقوب من تلك الكأس فاضطرب عقلهُ أيَّامًا، ومات رحمه الله.