للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحرَّر وأتقن، وألَّف وجمع. وقال صاحبنا الحافظ ابن حجر: اجتمعت به في دمشق، فأعجبني سَمْتُه. انتهى. وكانت وفاته عقب فتنة التَّتار من عقوبةٍ حصلت له منهم، وحريقٍ بالنار في قلعة دمشق، فلم يزل متألمًا إلى أن وافاه حِمامه في شهر شعبان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة. انتهى.

وذكره ابن العماد (١) وقال: اشتغل في الفقه، وشارك في العربية والأصول، وسمع الكثير من أصحاب ابن البخاري، وسمع بمِصْر أيضًا، وحصلت له محنةٌ بسبب مسألة الطلاقة المنسوبة إلى ابن تيميَّة، ولم يرجع عن اعتقاده، وكان ديِّنًا خيِّرًا قاله ابن حجر. وقال: سمعت منه شيئًا. ومات في شعبان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة بعد أن عوقب، واستمرَّ متألمًا. انتهى. وقال ابن حَجِّي: كان فقيهًا محدِّثًا، حافظًا، قرأ الكثير، وضبط وحرَّر، وأَتقن وأَلَّف، وجمع مع المعرفة التَّامَّة، تخرج بابن المحب، وابن رجب، وكان يفتي ويتقشَّف مع الانجماع، ولم يكن الحنابلة ينصفونه، وأقام بالضيائية ثم بالجوزية. انتهى.

٢٠٣٣ - (ت ٨٠٣ هـ): محمد بن عثمان بن عبد الله بن شُكْر، بضَمِّ المعجمة وسكون الكاف، البَعْلي ثم الدمشقي الحنبلي، شمس الدين النَّبْحالي، بفتح النون وسكون الموحدة، بعدها مهملة.

قال ابن العماد (٢): سمع من ابن الخَبَّاز وغيره، وأجاز له الميدومي وغيره، وكان خيِّرًا صالحًا، ديَّنًا متواضعًا، أفاد وحدَّث، وجمع مجاميع حسنةً، وكان خطه حسنًا، ومباشرته محمودةً، وجمع وألف بعبارة جيِّدة، توفي بغَزَّة في رمضان، سنة ثلاثٍ وثمان مئة، عن ثمانٍ وسبعين سنةً. انتهى.

وذكر السَّخاوي في "الضَّوء" (٣) فقال: محمد بن عثمان بن عبد الله بن شُكر بن محمد بن علي بن إسماعيل، شمس الدين النَّبْحَاني، البَعْلي ثم


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٣٥.
(٢) شذرات الذهب: ٧/ ٣٦، وفيه أيضًا ذكر محمد بن عبد الله بن عثمان في السنة نفسها، قال صاحب "السحب الوابلة" ٣/ ٩٦٣: وهو هو. والله أعلم.
(٣) الضوء اللامع: ٨/ ١٤٦.