أكبر أولاده، وله من الأولاد زهير ومحمد، وأما عبد الله فلا أعلم له أولادًا، وأما سعيد فتوفي قبل موت أبيه أحمد، وأما الحسن ومحمد فكذلك، وأما زينب فلا أدري متى توفيت.
ويأتي ذكر الجميع في الطبقة الأولى إن شاء الله تعالى.
[أما ابتداء محنته وسببها]
فما زال الناس على قانون السلف وقولهم: إن القرآن كلام الله غير مخلوق، حتى نبغت المعتزلة فقالوا بخلق القرآن، وكانت تستر ذلك، وكان القانون محفوظًا في زمن الرشيد، فلقد قال هارون الرشيد: بلغني أن بشرًا المريسي زعم أن القرآن مخلوق، عليّ إن أظفرني الله به لأقتلنه قتلة ما قتلتها أحدًا قط.
وكان بشر متواريًا أيام هارون نحوًا من عشرين سنة، حتى مات هارون، فظهر ودعا إلى الضلالة، وكذلك زمن الأمين لم يظهر الدعوة حتى ولي المأمون، فخالطه قوم من المعتزلة وحسنوا له القول بخلق القرآن، وكان يتردد في حمل الناس على ذلك، ثم قوي عزمه على ذلك، فحمل الناس عليه، فلقد قال المأمون يومًا: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرنا أن القرآن مخلوق، فقيل له: يا أمير المؤمنين ومن يزيد حتى يُتقى؟ فقال: ويحك إني أخاف إن أظهرته فيرد علي فيختلف الناس فيكون فتنة، وأنا أكره الفتنة. فقال الرجل: فأنا أخبر ذلك منه، فدخل على يزيد وقال: إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: إني أريد أن أظهر أن القرآن مخلوق، فقال يزيد: كذبت على أمير المؤمنين، لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، فإن كنت صادقًا فاقعد إلى المجلس، فإذا اجتمع الناس فقل. قال: فلما أن كان من الغد اجتمع الناس فقال الرجل: إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: إني أريد أن أظهر أن القرآن مخلوق، فما عندك في ذلك؟ قال: كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه، ولم يقل به أحد فرجع، فقال: يا أمير المؤمنين كنتَ أعلم، كان من القضية كيت وكيت، فقال: ويحك يُلعب بك.