للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحسين بن الحداد، وحدَّث. توفي في شهر رمضان، سنة تسع وست مئة، ودفن بمقبرة الجامع العتيق.

١٠٥٩ - (ت ٦١٠ هـ): إبراهيم بن علي بن محمد بن المبارك بن أحمد بن بَكْروس، البغدادي، الفقيه الحنبلي، أبو إسحاق المعدّل شمس الدين.

قال ابن العماد (١): ولد سنة سبعٍ وخمسين وخمس مئة، ثامن عشري جمادى الأول، ذكر القادسي أن أباه سماه: عبد الرحمن، فرأى في منامه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يُسَمِّيه إبراهيم، ويكنيه أبا محمد، وقرأ القرآن على عمِّه، وسمع من أبيه وعمِّه، ومن أبي الفتح بن البَطِّي وجماعةٍ كثيرةٍ، واشتغل بالمذهب على أبيه وعمِّه وبالخلاف على أبي الفتح ابن المَنِّي، ولازمه مدةً، وشهد عند قاضي القضاة الشَّهْرُزُوري، وولي نيابة الجامع، ثم ولي النيابة بباب النَّوى، سنة أربعٍ وست مئة، فغيّر لباسه، وتغيَّرت أحواله، وأساء السيرة بكثرة الأذى والمصادرة، والجنايات على الناس، والسعي بهم.

قال ابن القادسي: حدَّثني عبد العزيز بن دُلَف قال: كان ابن بَكْرُوس يلازم قبر معروف الكرخي، سمعته يدعو أكثر الأوقات: اللهم مَكِّني من دماء المسلمين، ولو يومًا واحدًا، فمكَّنه الله تعالى من ذلك.

وقال ابن الساعي: حدثني عبد العزيز الناسخ أنه وعظ ابنَ بَكْروس يومًا، فقال: يا شيخ اعلم أني قد فرشت حصيرًا في جهنم، فقمت متعجبًا من قوله، ولم يزل على ذلك إلى أن قُبض عليه في ربيع الآخر، وضُرب حتى تَلِف، ومات ليلة الخميس ثامن عثمر جمادى الأولى سنة عشر وست مئة.

قال ابن القادسي: قرأ سورة {يس} فلما بلغ إلى قوله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}، جعل يكررها إلى أن مات. انتهى.


(١) شذرات الذهب: ٥/ ٣٩ - ٤٠.