للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بسفح قاسِيون في جوار الموفق. انتهى.

٢٢٣٨ - (ت ٨٥٦ هـ): زينُ الدين، أبو الفرج، عبدُ الرحمن بن الشيخ تقي الدين أبي الصِّدْق أبي بكر بن الشيخ نجم الدين أبي سُليمانَ، داود بن عيسى الدِّمْشقي، الحنبلي، الصَّالحي، الصُّوفي، القَادِرِي، البِسْطَامي، شيخ الطريقة، وعلم الحقيقة، العالم، النَّاسك.

ذكره ابن العماد (١) وقال: ولد سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، وتفقَّه بجماعةٍ منهم برهان الدين بن مُفْلح، وأخوه جمال الدين، وتخرج بجماعة منهم والده، ونشأ على طريقة حسنة، ملازمًا للذكر وقراءة القرآن والأوراد التي رتبها والده، وكان محببًا إلى النَّاسِ يتردد إليه النواب، والقضاة، والفقهاء من كل مذهب، واشتغل في فنونٍ كثيرةٍ، وكتب بخطه الحسن كثيرًا، وألَّفَ كتبًا عديدةً منها: وهو أجلُّها "الكنز الأكبر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" مجلدين، وكتاب "نزهة النُّفُوس والأفكار في خواص النبات والحيوان والأحجار" ثلاث مجلدات، وكتاب "الدُّر المنتقى المرفوع في أوراد اليوم والليلة والأسبوع"، وكتاب "المولد الشريف".

وكان بشوشًا يتعبد بقضاء الحوائج، مسموع الكلمة في الدولة الأشرفية والظَّاهرية، وتكلم على مدرسة الشيخ أبي عمر والبيمارستانية القيمرية، فحصل له به النفع من جهة عمارة جهاتهما، وعمل مصالحهما، ورغَّبَ النَّاسَ في نفع الفقراء بكل ممكن، وتوفي ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثمان مئة، ودفن بالتربة التي أنشأها قبلي زاويته المشرفة على الطريق يمين الداخل. انتهى.

وذكر له السَّخاوي في "الضوء" (٢) ترجمة طويلة جدًا قال فيها: كان شيخًا قدوةً، مُسَلِّكًا تام العقل والتدبير، قائمًا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٢٨٨.
(٢) الضوء اللامع: ٤/ ٦٢.