للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان يأتي العرس والأملاك والختان، يجيب ويأكل، وإذا أحب رجلًا قال له: إني لأحبك.

وقال هارون بن عبد الله: جاءني أحمد في بيتي فرحبت به وقلت: ألك حاجة؟ قال: نعم، شغلت اليوم قلبي، قلت: بماذا؟ قال: جزت عليك اليوم وأنت تحدث الناس قاعد في الفيء، والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر، لا تفعل مرة أخرى، إذا قعدت فاقعد مع الناس.

وقال إسحاق بن هانئ: كنا عند أحمد في منزله ومعنا المروذي ومهنَّأ بن يحيى الشامي فدق داق الباب، وقال: المروذي ها هنا؟ وكان المروذي كره أن يعلم موضعه فوضع مهنَّأ بن يحيى أصبعه في راحته وقال: ليس المروذي ها هنا وما يصنع المروذي ها هنا، فضحك أحمد ولم ينكر ذلك.

[أما حلمه وعفوه]

فكان يقول: أحللت المعتصم من ضربي.

وقد أخذ المتوكلُ العلويَّ الذي يسعى بأحمد إلى السلطان وأرسله إلى أحمد ليقول فيه مقالة للسلطان، فعفا عنه، وقال: لعله أن يكون له صبيان يحزنهم قتله.

وقال له رجل: إني قد اغتبتك فاجعلني في حلًّ، قال: فأنت في حلًّ إن لم تعد. فقيل له: تجعله في حلٍّ وقد اغتابك؟ فقال: ألم ترني اشترطت عليه؟

وصلى مع أحمد رجل يقال له: محمد بن سعيد الختلي فقال: يا أبا عبد الله نهيت عن زيد بن خلف أن يُكلم؟ فقال أحمد: كتب إلي أهل الثغر يسألوني عن أمره فأخبرتهم بمذهبه وبما أحدث، وأمرتهم أن لا يجالسوه، فاندفع الختلي إلى أحمد، فقال: والله لأردنَّك إلى محبسك ولأدقَّنَّ أضلاعك ضلعًا ضلعًا … في كلام كثير، فقال أحمد: لا تكلموه ولا تجيبوه بشيء. فما ردَّ عليه أحد كلمة، فأخذ أحمد نعليه وقام فدخل وقال: مروا السكان لا يكلموه ولا يردوا عليه شيئًا، فما زال يصيح حتى خرج فصار على حسبة العسكر ومات بالعسكر.