وذكر عند أحمد أبو حنيفة، فقال بيده هكذا ونفضها، فقيل له: كان بول أبي حنيفة أكثر من ملء الأرض مثلك، فنظر إلى القائل فقال: سلام عليكم، فلما كان في السحر جاءه القائل، فقال له: يا أبا عبد الله، إن الذي كان مني كان على غير تعمد، فاجعلني في حِلّ، فقال: ما زالت قدمي من مكانها حتى جعلتك في حِلّ.
وقال إبراهيم الحربي: كان أحمد بن حنبل كأنه رجل قد وُفق للأدب، وسُدد بالحلم، ومُلئ بالعلم، أتاه رجل يومًا فقال له: عندك كتاب زندقة؟ فسكت ساعة، ثم قال: إنما يحرز الرجل قبره.
وقال له رجل: يقولون إنك لم تسمع من إبراهيم بن سعد؟ فسكت.
وقيل له: كيف أكلُك؟ كيف جِماعك؟ كيف نومُك؟ فقال أحمد: لست بحصور، ولا روحاني. ولم يزد على ذلك.