للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن العماد (١): وُلِدَ في ثاني شعبان لشة اثنتين وعشرين وخمس مئة، ذكر أبو شامة أنَّه سمع من ابن الحُصَين، وابن السَّمَرقَنْدي، وذكر ابنُ القَادِسِي أنه سمع من ابن الحصين، وابن الزاغوني، وابن البَنَّاء، وغيرهم، وأسمعه والده في صباه من أبي غالب بن البَنَّاء وغيره، وقرأ الفقه على والده حتى برع، ودَرَّسَ نيابةً عن والده بمدرسته وهو حي، وقد نَيَّفَ على العشرين من عمره، ثم اسْتَقَلَّ بالتدريس بها بَعْدَهُ، ثم نُزِعَتْ منه لابن الجوزي، ثم رُدَّت إليه، وتولى المظالم للناصر سنة ثلاث وثمانينَ، وكان كيِّسًا ظريفًا من ظرفاء أهل بغداد، ولم يكن في أولاد بغداد أفقه منه، كان فقيهًا فاضلًا، له كلامٌ حسنٌ في مسائل الخلاف، فَصيحًا في الوعظ وإيراد المُلَح مع عذوبة الألفاظ، مليحَ النَّادرة، ذا مُزاحٍ ودُعابةٍ، وكيَاسَةٍ.

قال أبو شَامَةَ: قِيْلَ له يومًا على مجلس وعظه: ما تقولُ في أهل البيت؟ فقال: قد أعْمَوْني، وكان أعمش؛ أجاب عن بيت نفسه.

وروى عنه ابن الدُّبَيْثي، وابن الغزال الواعظ، وابن خليل، وأجاز لمحمد بن يعقوب، وتوفي ليلة الأربعاء خامس عشري شوال، سنة ثلاثٍ وتسعين وخمس مئة. انتهى.

وقد ذكره ابن رجب (٢)، وغيره.

٩٨٧ - (ت ٥٩٣ هـ): محمود بن أحمد بن ناصر البغداديُّ، الحَرْبي الحذَّاء أبو البركات، ويُقال: أبو الثناء الحَنْبَلي.

قال ابن العماد (٣): سمع من ابن الطَّلَّاية، وعبد الخالق بن يوسف وغيرهما، وتفقَّه في مذهب أحمد، وأَقرأَ الفقه، وحَدَّثَ.

وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وتسعين، وخمس مئة ببغداد. انتهى.


(١) شذرات الذهب: ٤/ ٣١٤.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٣٨٨.
(٣) شذرات الذهب: ٤/ ٣١٥.