للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٦٥٠ - (ت ١٠٩٥ هـ): عبد الغني بن صَلاح الدِّين، المَعْرُوف بالخَانيِّ، الحنبليُّ الأديب الأريب، نزيلُ المدينة المُنوَّرَة.

ذكره المُحِبِّيُّ في "الخُلَاصة" (١) وقال: كان فاضلًا أديبًا، جميل المَنْظر، وافر الحُرْمة، وُلِدَ بحَلَب سنةَ ثمانٍ وأربعين بعد الألف تقريبًا، وقرأ بها واشتغل، ورَحَل إلى كثير من البُلْدان للتِّجارة، فدَخَل مِصْر والشَّام، والرُّوم واليَمن والعِرَاق، وتَكَرَّرَ دُخوله للحَرَمَيْن للحَجِّ، ثم تَرَك الأسفار، واشتغل على أَخيه الشَّيخ قاسم الخاني بحَلَب، وبه تخرَّج، وتُوُفِّي سَنَة خمسٍ وتسعين بعد الألف، ودُفِن بالبَقيع. انتهى.

٢٦٥١ - (ت ١٠٩٧ هـ): عُثْمان بنِ أَحْمد بن سَعِيد بن عُثْمان بن قائد بالقَاف، النَّجْديُّ مولدًا، الدِّمَشْقيُّ رِحْلةً، القَاهِريُّ سَكَنًا ومَدْفَنًا، الحَنْبَلِيُّ مَذْهبًا.

ذكره ابن حُمَيْد في "السُّحُب الوَابِلَة" (٢) وقال: ولد في بَلَد العُيَيْنة، من بُلْدان نَجْد، ونشأ بها، وقرأ القُرآن العَظيم، ثم قرأ على الشَّيخ عبد الله بن محمد بن ذَهْلان، وهو ابن عَمَّته، فأخذ عَنْه الفِقْه وأخذ عن غيره، ثم ارتحل إلى دِمَشْق، فأخذ عن عُلَمَائها الفِقْه، والأصول، والنحو وغيرها، وأخذ دُرُوس شَيْخ الحَنَابلة بها ومُفْتِيهم محمد أَبي المَوَاهِب، فوَقَعَ بينَهُ وبين المُتَرْجَم نِزَاعٌ في مسألة إذا تَسَاوى الحَرِيْرُ وغيرُه في الظُّهُور، أو زاد الحرير إذا كان مسدّى بالحرير، أو ملحمًا بغيره، وأخرجتْه الصِّناعة فَظَهَر السَّدَى، وخَفِيَتْ اللُّحْمةُ وَهُو الخَزُّ كالقُطني، فقال أبو المَوَاهبِ بالحِلِّ، وابن قائِد بالحُرْمَة، وطالتْ بَيْنَهما المُنَازَعَةُ والمُنَاظَرَة، فاحتَدَّ أبو المَواهِب على المُتَرْجَم، فخرج من الشَّام إلى مِصْر، وأخذ عن علمائها، واختص بالشيخ محمد بن أحمد الخلوتي، وأَخَذَ عنه دقائق الفِقْه وعِدَّة فنون، وزاد انتفاعه به جدًا حتى تَمهَّر وحَقَّق ودَقَّق، واشتهر في مِصْر ونواحيها، وقُصِد بالأسئلة والإستفتاء سنين، وكتب على "المنتهى" حاشيةً نفيسةً مفيدةً، جرَّدها من هَوَامش نسخةِ تلميذِهِ ابن عَوَض النَّابُلُسيِّ،


(١) خلاصة الأثر: ٢/ ٤٣٤.
(٢) السحب الوابلة: ٢/ ٦٩٧.