للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٣٤٢ - (ت ٦٩٧ هـ): أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة النابلسي، الحنبلي، المفسر أبو العَبَّاس، شهاب الدين العابر.

قال ابن شاكر في "فوات الوفيات" (١) ما مُلخصُه: كان إليه المنتهى في تعبير الرؤيا، واشتهر عنه في ذلك عجائب، ويخبر بأشياء، وكان بعض الناس يعتقد فيه الكشف والكرامات، وبعضهم يقول: كهانات وإلهامات، ولكل منهم في دعواه شبه وعلامات.

قال الذَّهَبي: حدثني الشيخ تقيُ الدين بن تيمية أنَّ شِهابَ الدين العابر كان له تابعٌ مِنَ الجِنّ يخبره بالمغيَّبات، وكان صاحبَ أورادٍ وتعبد، وما برح كذلك حتى مات، وكان عارفًا بالمذهب، وذكَّر، وَدَرَّسَ بالجَوْزِيَّة، وكان شيخًا، حسنَ البِشْرِ، وَافِرَ الحُرمة، مُعَظَّمًا في النفوس، أقام بمصر مُدَّة، وكانت وفاتُه بدمشقَ سنة سبعٍ وتسعينَ وست مئة. انتهى.

وقال ابن العماد (٢): ولد ليلة الثلاثاء ثالثَ عشر شعبان سنةَ ثمانٍ وعشرين وستَّ مئة بنابُلُسَ، وسَمِعَ بها من عمه التقي يوسُف، ومن الصَّاحب محيي الدين بن الجوزي، وسمع من سِبْط السِّلَفِي وغيره، وَرَحَل إلى مِصْرَ، ودمشق، والإِسْكَنْدَرِيَّة، وتفقه في المذهب.

قال الذهبي: فقيهٌ إمامٌ عالم لا يُدرك شأوُه في علم التعبير، توفي يوم الأحد تاسع عشري ذي القعدة سنةَ سبعٍ وتسعينَ وست مئة، ودفن بتربة أبي الطَّيِّب بباب الصغير، وحَضَر جنازَتَه الأمراء والقضاة، والأكابر. انتهى.

وذكر له ابن رجب (٣) ترجمةً حافلةً جدًا قال فيها: تفقه في المذهب، وبرع في معرفةِ تعبير الرؤيا، وانفرد بذلك بحيث لم يشارك فيه، وكان النَّاسُ يَتَحَيَّرُون مِنْهُ، إذا


(١) فوات الوفيات: ١/ ٨٦.
(٢) شذرات الذهب: ٥/ ٤٣٧.
(٣) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٣٣٦.