للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الطريق يكره أن يتبعه أحد، وإذا خرج ليوم الجمعة وغيرها لا يدع أحدًا يتبعه، وربما وقف حتى ينصرف الذي يتبعه، وكان يمشي وحده متواضعًا.

[أما غلبة الفكر والهم على قلبه وتعبده وخوفه من الله]

فقال المَرُّوذي: دخلت عليه وهو يقول: اللهم سَلَّمْ سَلَّمْ.

وكان إذا دعا له رجل يقول: الأعمال بخواتيمها. وكان يقول: وددت أني نجوت من هذا الأمر كفافًا لا عليَّ ولا لي وقال له الحصري: إن أمي رأت لك كذا وكذا وذكرت الجنة، فقال: إن سهل بن سلامة كانوا يخبرونه بمثل هذا، وخرج إلى سفك الدماء، ولكن الرؤيا تسرُّ المؤمن ولا تغره.

وكان يقول: خوف الله يمنعني من أكل الطعام والشراب مما أشتهيه.

وأراد في مرضه الذي مات فيه أن يبول فدعا بطست فجذب فبال دمًا عبيطًا، فأري الطبيب فقال: هذا رجل قد فتت الغم والحزن جوفه.

وقيل له: كيف أصبحت؟ فقال: كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرائض، ونبيه بأداء السنة، والملكان بتصحيح العمل، ونفسه بهواها، وإبليس بالفحشاء، وملك الموت بقبض روحه، وعياله بالنفقة.

وقال المروذي: دخلت أنا وأحمد موضعًا وهو متكئ على يدي، فاستقبلتنا امرأة بيدها طنبور فتناولتُه منها فكسرته وجعلت أدوسه، وأحمد بن حنبل منكس الرأس إلى الأرض فلم يقل شيئًا، وانتشر أمر الطنبور، فقال أحمد: ما علمت بهذا، ولا علمت أنك كسرت طنبورًا بحضرتي إلى الساعة.

[وأما تعبده]

فقال صالح: كان أبي لا يدع أحدًا يستقي له الماء لوضوءه إلا هو، وكان إذا خرجت الدلو ملأى قال: الحمد لله. قلت: يا أبت ما الفائدة في هذا؟ فقال: يا بني أما سمعت قول الله عزّ وجلّ {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ}.