للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المَذهب، وأفتى وناظر، وباشَر القضَاءَ بنابُلُس، نيابةً عن والِده، ثمَّ باشرَ الدَّيارَ المِصرِيَّة عِوَضًا عن العِزَّ الكِناني، ثم باشرَ بيتَ المَقدِس عِوَضًا عن الشَّمسِ العُلَيْمي، ثم أُضِيفَ إليه قَضاءُ الرَّمْلَة ونابُلُسِ، ثمَّ عُزِلَ وأعيدَ مرِارًا. وكانَ له مَعرفةٌ ودُربَة بالأحكام، ثم قَطَنَ في دِمَشقَ ثلاثَ سِنين، ثم توجَّه إلى ثَغْرِ دِمْياط، فباشَرَ نِيابَةَ الحُكم، ثمَّ سافرَ منه، فوَرَدَ خَبَرُ مَوتِهِ إلى القاهِرَة بالإسكَندَرِيَّة، في سَنةِ تسعٍ وثمانين وثمانِ مئة. انتهى.

وذكره السَّخاوِيُّ في "الضَّوء" (١) وقال: اشتَغَل على أبيهِ، وبدمشقَ على التَّقِيَّ بن قُنْدُس، وغيره، وبالقاهِرَة على العِزَّ الكِنانِي، ونابَ عَنه ومن بعده، ونابَ بدمشقَ، ووَليَ القضاءَ ببَلدِه استقلالًا، ثمَّ قضَاءَ بَيتِ المَقدِس، وغَيرِها. ولم تُحمَدْ سِيرتُه، معَ تميُّزِه بالأَحكام، والصَّناعَة، والفَضائِل، ومُشارَكتِه، ومَزيدِ تَوَدُّدِه، وكرَمِ أصْلِه. مات في أحد عشرَ جُمادى، سَنة تِسع وثمانينَ وثمانِ مئة بالإسكندرية غريبًا. انتهى.

وقد ذكره غيرُ واحد، كصاحب "الأُنس الجليل" (٢) والشَّطي في "مختصره" (٣)، وغيرهما.

٢٣٧١ - (ت ٨٨٩ هـ): القاضِي جَمالُ الدَّين، أبو المَحاسن، يوسُفُ بنُ قاضِي القُضاة شيخِ الإسلام مُحِب الدَّين أبي الفَضل أحمد، المُتقدَّم ذكرهُ، ابن نَصرِ الله، البَغدادِيُّ الأصل، ثم المِصريُّ الحَنبلي.

ذكره ابنُ العِماد (٤)، وقالَ: هوَ الإمامُ العلَّامةُ، تفقَّه بوالِده وغَيرِه، وفضَلَ وبرَعَ في حَياةِ وَالِده، وشَهِدَ له بالفضل، ونزَلَ له عن تَدريسِ البَرْقُوقِيَّة، وباشرَ نِيابَةَ الحُكمِ بالدَّيارِ المِصْرِيَّة، في أيَّامِ العِزَّ الكِنانِي، ثم تركَ، واستمَّر خامِلًا إلى قُبَيل وفاتِهِ بيَسير، ففوَّضَ إليه القاضِي بدرُ الدَّين السَّعدِي نيابةَ الحُكم، فما كان


(١) الضوء اللامع: ٩/ ١١٠.
(٢) الأنس الجليل: ٢/ ٢٦٨.
(٣) مختصر طبقات الحنابلة: ٧٦.
(٤) شذرات الذهب: ٧/ ٣٤٩.