للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَفَاتُه سنةَ سَبْعٍ وثمانين ومِئةٍ وألْف، ودُفِنَ بنَابُلُس. انتهى.

٢٧٢٢ - (ت ١١٨٨ هـ): محمد بن أحْمد بن سَالِم بن سُلَيْمان، السَّفَارِيْنيُّ الشُّهْرة والمَوْلد، النَّابُلُسِيُّ الحَنْبليُّ.

ذكره الغَزِّيُّ (١) وقال: هو شَيْخُنا الشَّيْخ الإمام الحَبر، البَحْر الهُمَام، العَامِلُ العَالِمُ النِّحريرُ، الكاملُ المُحقِّق والفَهَّامَةُ المُدَقِّق، صاحب التآليف الكثيرة، والتَّصَانيف الشهيْرة، بَهْجَة الفُقَهاء والمُحَدثين، شمْس الدُّنْيا والدَّيْن، خاتمةُ الحنابلة بالدِّيار النَّابُلُسِيَّة، صاحِبُ الفُتُوحات الإلهية، والعِلُوم اللَّدُنِّيَّة، عُمْدةُ المُنَاظِريْن، مُخَرِّج الفُرُوْع على الأصول، الجَامِعُ بَيْنَ المَعْقُول والمَنْقُول، مَطَرِّزُ أرْدِية الفَتَاوَى بحَرير التَّحرير، مرَجِّل هامات المَبَاحث بتِيْجَان التَّقرير سَيِّد أهل التَّحقِيق على التَّحقِيْق، وسَعْد أرْباب التَّدْقِيق بنَظْرة التَّوفِيْق. وُلِدَ بقرْية سَفارين مِن قُرى نابُلُس، سنةَ أربعَ عَشرةَ ومِئةٍ وألْفٍ، ونشأ بها، وتلا القُرآن العَظِيْم، ثم رَحَل منها إلى دِمَشْق لطَلَب العِلْم، مُشَمِّرًا عنْ سَاقِ الاجْتِهاد، فقَرأ على المُتَصدِّرين بها إذ ذاكَ من الأئِمَّة، كالأسْتَاذ العَارِف الشَّيخ عَبْدِ الغنيَّ النَّابُلُسيِّ الحَنَفيِّ، والشَّمْس محمد بن عَبْد الرَّحمن الغَزِّيِّ الشَّافعيِّ، وأخَذَ الفِقْهَ عن جَمَاعةٍ كالشَّيخ عَبْد القَادِر التَّغلِبِيِّ، والشَّيْخ مُصْطَفى بن عَبْد الحقَّ اللبديِّ، وأخذ التفسير والحَدِيث عمَّن ذُكرَ، وعن العَلَّامة الشِّهاب أحمد بن علي المنينيِّ، والشَّيخ عَبْد الرَّحمن السليميِّ الشَّهِيْر بالمجلد، والشَّيخ مُصْطَفى السِّوارِيِّ خادم المحيا الشريف النَّبَوي بِدِمَشْق، وانْتَفَعَ ونَفَع، وسَادَ وبَرَع، وبعد أنْ امتلأتْ صَدَفَتُه بِجَواهر العُلُوم، وطَفَح حَوْضُه بماء الفُهُومَ، رَجَعَ من دِمَشْق إلى قَرْية سفارِين، واسْتَقَام بها مُدَّةً، ثم ارْتَحَل منها إلى مدينة نابُلُس، وتَوَطَّنها إِلى وَفَاته.

وكان رحمه الله جَليلًا جَميلًا، صاحب سمْت وَوَقَار، وَمَهَابةٍ واعْتِبارٍ، وكان كَثير العِبَادَة والأوْراد، مُلازِمًا على قِيَام اللَّيْل، يحثُّ الناس دائمًا عَليْه، وكانت مُجَالَسَتُه لا تخلو من فَائدةٍ، وكان يَشْغَل أوقَاتهُ بالإفادَة والإستِفَادَة، ويَطْرَحُ المَسَائل على الطُّلَّاب والأَقْران، وتَدُور بَيْنَهُم وبَيْنَه المُحَاوَرَات المُفِيْدة،


(١) النعت الأكمل: ٣٠١ - ٣٠٦.