للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان صادِعًا بالحَقِّ، لا يُمَاري فيه ولا يَهَاب، بل كان يَهَابُهُ الجَمْيع من أعْيَان بَلَدِهِ وأُمَرَائها، يأمُر بالمَعْرُوْف، ويَنْهى عن المُنْكر، وكان خَيِّرًا جَوادًا، لا يَقْتَني شيئًا من الأمْتِعة والأسْبَاب الدنيويَّة سوى كُتُبِ العِلم، فإنه كان حَرِيصًا على جَمْعها، ويقول دائمًا: أنا فَقِيْر من الكُتُب، وكان يُنْفق كُلَّ ما يَدْخُل يَده من الدُّنيا، وعاش مُدَّةَ عُمُره في بَلدِهِ عَزِيزًا مُوَقَّرًا مُحتَشِمًا.

وألَّف التآليف العَدِيْدة، وصَنَّف الأجْوِبَة السَّدِيدَة، فمن تآليفه: "شَرْح ثلاثيَّات مُسْنَد الإمام أحمد" في مُجَلَّد ضَخْم، و"مَعَارج الأَنْوار في سِيْرة النَّبِيِّ المُخْتَار" شَرْحٌ على نُونيَّة الصَّرصَرِيِّ، مُجلَّدان، و"تَحْبِيْر الوَفَا في سِيْرة المُصْطَفى" مُجَلَّد، و"وغِذَاء الألْبَاب شَرْح مَنْظُومة الآداب" مُجَلَّد ضَخْم، و"البُحُور الزاخِرَة في عُلُوم الآخرة" مُجَلَّد ضَخْم، و"كَشْف اللِّثَام شَرْح عُمْدَة الأحْكام"، "نَتَائج الأفْكار شَرْح حَدِيث سَيِّد الاستغفار"، و"الجَواب المُحَرَّر في الكشف عن حَال الخَضِر والإسْكَنْدَر"، و"عَرْف الزَّرنب في شأن السَّيِّدَة زَيْنَبَ"، و"القَوْل العَلي في شَرح أثر أمِيْر المُؤْمِنيْن عَلِي رضي الله عَنْهُ"، و"شَرْحِ مَنْظُومَةِ الكَبَائر" الواقِعَة في الإقناع، و"شرْح نَظْم الخَصَائص" الواقعة فيه أيضًا، و"الدُّرُّ المُنْظَّمُ في فضل شهر الله المُحَرَّم"، و"قرع السِّيَاط في قَمْع أهْل اللِّوَاط"، و"المِنح الغرَاميَّة شَرْح مَنْظومَة ابن فَرَح اللَّامِية"، و"التَحْقِيقُ في بُطْلان التَّلْفِيْق"، و"لَوَائح الأَفْكار السَّنِيَّة في شَرْح مَنْظُومة أبي بَكْر بن أبي دَاوُد الحَائيَّة" مجَلَّد، و"تُحْفَة النُّسَّاكِ في فَضَل السِّوَاك"، "الدُّرَة المُضْيَّة في عَقْد الفُرْقَة المَرْضِيَّة"، و"لَوَائِح الأَنوار البَهِيَّة وسَوَاطِع الآثار الأَثرِيَّة"، و"شرح الدُّرَّة المُضِيَّة" مُجَلَّد ضَخْم و"تفاضل العمَّال بشرح فضائل الأعْمال"، و"الدُّرُّ المَصْنُوعَات في الأحاديث المَوْضُوعَات"، و"رسالةٌ في بَيَان الثَّلاث وسَبْعين فِرْقِة والكَلَام عَلَيْها"، و"اللُّمْعَة في فضائل الجُمعَة"، و"الأجوبة النجديَّة عنِ الأسئلة النَّجْديَّة"، "الأجوبة الوَّهْبِيَّة عن الأسئلة الزُّعْبِيَّة"، و"شَرْح دَليْل الطَّالِب"، لم يكمل، و"نغْزِية اللَّبيْب بأحَبِّ حَبيْب" وغير ذلك، أما الفَتَاوى التي كَتَب عليها الكُرَّاس والأقل والأكثر، فكثيرةٌ جِدًّا، ولَو جُمِعَتْ لبَلَغَت مجلَّداتٍ، وبالجُمْلَة فَقَد كان غُرَّة عَصْره، وشَامَةَ دهْره ومِصْره، لم يُخَلِّف بَعْده مِثْله، وكان يُدْعَى للمُلِمَّات ويُقْصد لتَفْريْجِ المِهِمَّاتِ، جَسُورًا على رَدْع