للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٩٧٥ - (ت ٥٩٠ هـ): جاكير الزاهد القدوة، أحد شيوخ العراق، واسمه: محمد بن دشم الكردي، الحنبلي.

قال ابن العماد (١): له أصحاب وأتباع، وأحوال وكرامات، قاله في "العبر".

وقال السخاوي: له كراماتٌ، ولم يتزوج، وله زاوية وضريح بِراذَان، وهي على بريد من سامراء، وأَنَّ أخاه أحمد قعد بعده في المشيخة.

وقال ابن الأهدل: سكن صحراء من صحارى العراق على يوم من سامراء، ومات بها، فبُني إلى جانبه قرية بُنِيَتْ للتَّبرُّك به. توفي سنة تسعين وخمس مئة.

وقال ابن الأهدل: لمّا شاع ذكرُه بعث إليه تاجُ العارفين أبو الوفاء طاقيته من الشيخ علي الهِيْتي، ولم يُكلَّفْهُ بالحضور، فقال الشيخ علي الهِيْتي: سألتُ الله أنْ يكون جاكير من مُرِيْديَّ فوهبه لي، وكان يفتخر به ويُنَوِّهُ بذكره، وكان رُبَّما عَرَفَ ما في بطون البهائم المنذورة له، ومَنْ يذبحها، ومَنْ يأكلها. انتهى.

قلت: في هذا من المبالغة والمخالفة ما لا يخفى، ومثل هذه الحكايات لا يُعتمد عليها لا سِيَّما وقد انطوت على علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه، وقد أُوْلِعَ كثيرٌ من المؤرخين بنقل مثل هذه الحكايات يُرِيْدُون بها رَفْعَ منزلةِ الرجُل المَنْسُوبَةِ إليه، ولو صَحَّت لَوَضَعْت من قدره ولم ترفعه، بل لوجب الحكم عليه بالفسق، أو الكفر حَسْبَ ما تتضمنه هذه الحكاية فضلًا عن أنْ يكون وَليًّا، فما أولياؤهُ إلَّا المتَّقون، والله أعلم.

٩٧٦ - (ت ٥٩١ هـ): إسماعيل بن أبي سعد بن علي بن إبراهيم بن محمد، أبو الحسن الأَصبهاني، المحدَّث، ويُعْرَف بطاهرنية، الحنبلي.

قال ابن العماد (٢): سَمِعَ الكثير، وحَصَّل الأصول، وحدَّثَ ببغداد قَدِمها حاجًّا عَنْ فاطمةَ الجُوْزْدَانِيَّة، وفاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي، وسَمِعَ منه أبو


(١) شذرات الذهب: ٤/ ٣٠٥.
(٢) شذرات الذهب: ٤/ ٣٠٦.