للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سنةَ تِسعٍ وثمانين ومئةٍ وأَلْف، ودُفِنَ بالبَقِيْع، وخَلَّف أولادًا نُجَبَاء، وكان أبوه من فُضَلَاء نَجْد، قرأ على عُلَمائِها، ثم ارْتَحَل إلى الشَام، فَقَرأ على أبي المَوَاهِب، وسكَن المَدِينَة المُنَوَّرة إلى أن مات، فأخذ عَنْه جَمْع مِنْهم صالح بن عَبْد الله الصَّائغُ العنَزِيُّ. انتهى.

قلت: وكتابه "العَذْب الفائِض" قد طُبع بِمَصْر في جُزْئين، وانتشر ولله الحَمْد.

٢٧٢٧ - (ت ١١٩١ هـ): محمد بن مُصْطَفى بن عَبْد الحَقَّ، اللَّبَديُّ الأصْل والشُّهرة، الدِّمَشْقيُّ المَوْلِد والوَفَاة، الحنبليُّ.

ذكره المراديُّ في "سِلْك الدُّرَر" (١) وقال: هو مُفْتي السَّادة الحَنَابلة بدِمَشْق بَعْد الشَّيخ الشَّهاب البَعْليِّ، الشيخُ العالمُ الفَاضِلُ، الكَامِلُ المُتَفَوِّق، الفَرَضِيُّ الحَيْسُوبُ، الفَقِيْه النِّحْرِير، الصَّالحُ النَّاسِك، الهُمَامُ الأوْحَد، مُصْلح الدِّين، أحَدُ الأئِمَّة الأعْلام، كان مولده بِدِمَشْق سنةَ أربَعين ومئة وأَلْف، ونشأ بها في كَنف والدِهِ المُقْدَّم ذِكْرُه، وتلا القرآن العَظِيْم على الشَّيخ محمد بن عَبْد الرَّحمن المَكْتَبيِّ، وشَرع في طَلَب العِلْم، فأخذ الفِقْه عن الشَّيْخ البَعْليَّ المُقَدَّم ذِكْرُه، وأخَذ بَقِيَّة العُلُوم عن عَلاء الدِّين عليِّ بن صَادق الطَاغِسْتانيِّ، وقرأ "الأرْبَعين النَّوَوِيَّة" مع شَرْحها لابن حَجَر المَكِّي، و"أوَّل البُخَاري" على الإمام عَبْد الرَّحمن بن جَعْفر الأزرملي نَزِيل دِمَشق، وأجاز له، وأخَذ النَّحْو عن الشَّيخ البَرَكة أحمد بن عَبْد الرَّحمن المُجَلَّد السليميَّ، ودَرَّس في الجَامِعِ الأُمَويِّ، وانتفعَتْ به الطَّلَبَةُ، وخُصُوصًا الحَنَابِلة، ولَمْ يَزَلْ على طريقةٍ مُثْلَى حتى مات، وكانت وَفَاتُه قَبْل فَجْر يومِ الجُمُعَة، العِشرْين من ذي القعْدة، سنةَ إحْدى وتِسعين ومئة وأَلْف، وصُلَّي عَلَيْه عَقِب صَلَاة الظُّهْر بالجَامِع الأُمَويِّ، ودُفِنَ بمَرْج الدحْدَاح، قريبًا من قَبْر شَيخ شُيُوخِه عَبد القَادِر بن عمر التَّغلِبِيِّ، تِجَاه بابِ الجَابِية الكُبْرى وأعْقَب ثَلَاثةَ أوْلادٍ ذُكورًا. انتهى.


(١) سلك الدُّرر ٤/ ١١٢، والترجمة مأخوذة من "النعت الأكمل" ٣١٦.