للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

احتسابًا بغير معلوم، وانتفع به جماعة، وحدث، وروى عنه جماعةٌ وتوفي ليلة الثلاثاء خامس المحرم سنة سبع وثمانين وست مئة، ودفن عند جده الموفق. انتهى.

وذكره ابن رجب (١) بنحوه.

١٣١٣ - (ت ٦٨٨ هـ): عبدُ الرحمنِ بنُ يوسفَ بنِ محمد بنِ نصرِ الفقيه، الحنبلي، المحدث، الزاهد، المفتي، فخر الدين البَعْلَبَكِّي، أبو محمد.

قال ابنُ العماد (٢): ولد سنة إحدى عشرة وست مئة بِبَعْلَبَكَّ، وقرأ القرآن على خاله صدرِ الدين عبد الرحيم بنِ نصر قاضي بَعْلَبَكَّ، وسمع الحديثَ من أبي المجد القزويني، والبهاء المقدسي، وابن اللَّتي، والنَّاصح بن الحنبلي، وخلائق، وتَفَقَّه على تقي الدين بن العز، وغيره، وحفظ كتابَ "علوم الحديث" وعرضه من حفظه على مؤلفه تقي الدين بن الصَّلاح، وقرأ الأصول وشيئًا من الخِلاف على السَّيْف الآمدي، وقرأ النحو على أبي عمرو بنِ الحاجب وغيره، وصحب الشيخ الفقيه اليُونيني، وإبراهيم البطائحي والنووي وغيرهم، وكان اليونيني يحبه ويقدمه على أولادِه، وتخرج به جماعةٌ من الفقهاء، وكان كثيرَ البشر يحبُّ الخُمول ويؤثره، ويلازم قيامَ الليل من الثلث الأخير، ويتلو بين العشاءين، ويصوم الأيامَ البيض، وستةً من شوال، وعشر ذي الحجة، والمحرم، ولا يُخِلُّ بذلك، ذكر ذلك وَلَدُهُ شمسُ الدين.

وقال ابن اليونيني: كان - يعني - الفخر رجلًا صالحًا، زاهدًا، عابدًا، فاضلًا، وهو من أصحاب والدي، وقد اشتغل عليه، وقَدَّمَه يصلي به في مسجد الحنابلة، رافقته في طريق مكة فرأيتهُ قليلَ المثل في ديانته، وتعبده، وحسن أوصافه، وكان من خيار الشيوخ علمًا، وعملًا، وصلاحًا، وتواضعًا، وسلامةَ صدرِ، وحسنَ سَمْتٍ وصفاءَ قلبٍ، وتلاوةَ قرآنٍ وذكر.

وقال البِرْزَالي: كان من خيار المسلمين، وكبار الصالحين، توفي ليلةَ الأربعاء


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٣١٨.
(٢) شذرات الذهب: ٥/ ٤٠٤.