للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ووجه رجل صيني بكاغَدٍ من الصين إلى جماعة من المحدثين، ومنهم أحمد بن حنبل، وجَّه إليه بقِمَطْرٍ فردَّه.

واتخذ سعدويه طعامًا للمحدثين ودعاهم وهم يسمعون منه، ففطن أحمد لذلك فقال: قد قرب وقت الصلاة، وخرج، فما اجترأ أحد منهم أن يكلمه، فجاء إلى سقاية فيها حُبُّ ماء فأخرج فتيتًا معه في خرقة، وأخذ كوزًا من الحُبّ، وجعل يستفُّه ويشرب عليه الماء، ثم جاء وقد طعموا فقعد يكتب معهم.

وقال أحمد أيضًا لأصحاب الحديث: هل منكم أحد منزله بالكرخ؟ فقال له فتى: أنا يا أبا عبد الله، فقال: اثبت فإن لنا حاجة. فأخرج أبو عبد الله دراهم وقال: اشتر لنا بهذه ورقًا حتى تجيء به معك إذا جئت، فاشترى الفتى ورقًا، وحشا في دسوت الورق دنانير وجاء به إلى أحمد فأعطاها إياه، وانقطع الفتى عن المجيء، ففتح أبو عبد الله الورق فجعلت الدنانير تتناثر، فجمعها وجعل يقول لأصحاب الحديث: من منكم يعرف الفتى الذي اشترى لي الورق؟ فقال له رجل: أنا أعرف منزله. قال: فتلبث ها هنا فإن لي حاجة. وحمل أبو عبد الله الدنانير ومضى معه، فلما صار إلى قطيعة الربيع إذا الفتى قاعد، فقال له الرجل: هذا صاحبك يا أبا عبد الله، فقال أحمد: انصرف أنت، ثم جاء فسلَّم ووضع الدنانير في حجره وانصرف.

وهذا الباب واسع جدًا وبهذا القدر كفاية.

[أما كرمه وجوده]

فقد وقع لأحمد مقراض في البئر فجاء ساكن الدار فأخرجه، فناوله أحمد مقدار نصف درهم أو أكثر أو أقل، فقال الرجل: المقراض يساوي قيراطًا لا آخذ شيئًا، فخرج، فلما كان بعد أيام قال له: كم عليك من كراء الحانوت؟ قال: كراء ثلاثة أشهر، وكراؤه في كل شهر ثلاثة دراهم، فضرب على حسابه وقال: أنت في حل.

وقال أبو سعيد المؤدب: كنت آتي أحمد بن حنبل فربما أعطاني الشيء وقال: