للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحسنِ. وتوفي بحرَّان في داره التي جعلها دارَ حديث، ووقف بها خزانته وكتبه، ولم تُؤرَّخ وفاته، ثم رأيته قد سُمِعَ عليه شيءٌ من نَظْمِه في صفر سنة إحدى وعشرين وست مئة بحَرَّان، ومنه قولهُ:

أفِقْ يا ذا النُّهى وابغِ الوِفاقا … فقدْ واللهِ أفلحَ مَن أفاقا

ثم ذكر ابنُ رجب القصيدة، وهي طويلةٌ جميلةٌ، وقال: رواها عنهُ المُحَدِّثُ أبو حفص عمر بن مكي بن سرحاء الحلبي القلانسِي.

وله مرثيةٌ في الشيخ موفق الدين بن قدامة، رواها عنه الحافظُ الضِّياء إجازَةً. انتهى.

وقد ذكرتُه هنا تبعًا لابن رجب فإنَّه ذكره هنا أي في سنة تسع وعشرين وست مئة، ولم يذكر تاريخ وفاته والله أعلم. وكذلك لم يُسَمِّ هذا التصنيف الكبير الذي صنفه في الزُّهْدِ والوَرَع.

١١٤٤ - (ت ٦٢٩ هـ): عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سُرور المقدسي، الحنبلي، أبو موسى، جمال الدَّين، الحافظُ ابنُ الحافظِ.

قال ابن العماد (١): ولد في شوال سنة إحدى وثمانين وخمس مئة، وسمع من عبد الرحمن بن الخِرَقي بدمشق، ومن ابن كُلَيْب ببغداد، ومن خليل الرَّارَاني بأصبهان، ومن الأَرْتاحي بمصر، ومن منصور الفُرَاوي بنيسابور، وكتب الكثير، وعُنِيَ بهذا الشأن، وجَمَعَ وأفاد، وتَفَقَّه وتأدَّبَ، وتميَّز مع الديانة والأمانة والتقوى.

قال الضِّياءُ: اشتغل بالفقه والحديث، وصار عَلَمًا من الأعلام، حافظًا متقنًا، ثقةً.

قال عمر بن الحاجب: لم يكن في عصره مثلُه في الحفظ، والمعرفة، والأمانة، وكان كثيرَ الفضل، وافرَ العقل، متواضعًا، مَهيبًا وقورًا، جوادًا سخيًّا، له القَبُولُ التَّامُّ مع العِبَادَةِ، والوَرَعِ، والمجاهدة.


(١) شذرات الذهب: ٥/ ١٣١.