للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التُّوَيجري القاضي، والشَّيخُ الفقيهُ عثمانُ بن عليٍّ بنِ عيسى القاضي، وعدد كثير، وكان المتَرْجَمُ عالمَ زمانِهِ في مذهب أحمد معظمًا عند علماءِ الوقت من أهل الدرعية وغيرهم، وهو في الغاية من العبادةِ، والورعِ، والعفافِ، وكان لا يخرج من المسجد بين العشاءين بل يشتغل في الصلاة، وقراءة القرآن، وله حظٌّ من صلاةِ الليل، حافظًا للقرآن على ظهر قلبه، وكان يجلس في مصلَّاهُ بعد صلاةِ الصبح إلى ارتفاع الشمس للذكر والقراءة، وكان وَصُولًا للرَّحِم، استعمله عبدُ العزيز بنُ سعود قاضيًا لعسير والمخا عند عبد الوَهَّاب أبو نقطة، وأقام هناك عنده مدَّةً ثم رجع، ثم أرسله عبدُ العزيز أيضًا قاضيًا لعسير عند حرملة وعشيرته، ثم أرسَلَهُ سعود قاضيًا في عُمَان، وأقام في بلد رأس الخَيْمَة يدرِّسُ في العِلْم ومَعَهُ ابنُه أحمدُ، ثم رجع فلَّما توفي عمه محمدٌ قاضي بلدان منيخ استعمله سعود قاضيًا في تلك النَّاحية، ولم يزل قاضيًا فيها إلى أنْ توفي لثلاثٍ بقين من شعبانَ سنة اثنتين وأربعين ومئتين وألف، انتهى.

- (ت ١٢٤٢ هـ): عثمانُ بنُ سند يأتي سَنَةَ خمسين ومئتين وألف. [انظر: ٢٨٢٠].

٢٨٠٥ - (ت ١٢٤٣ هـ): الشيخُ العَلَّامة مصطفى بنُ سعدٍ بنِ عبدة السيوطي، الرحيباني مولدًا ثم الدِّمَشْقِيُّ، الفقيهُ، الحنبليُّ، الفرضيُّ المحقِّقُ.

ذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره" (١) وقال: ولدَ سنة خمس وستين ومئة وألف في قرية الرحيبة من أعمال دمشق، ثم رحل منها إلى دمشق الشَّام فأخَذَ بها الفِقهَ عن بَقِيَّةِ السَّلَفِ أحمد البَعْلي، وبه تخرج وانتفع، وعن الشَّيخ محمدٍ بنِ مصطفى اللبدي النَّابُلُسي، وقرأ على العَلَّامَة علي أفندي الطاغستاني، والشَّيخ محمد بن علي السليمي، والشَّيخ محمد الكاملي وغيرهم، وكان إمامَ الحنابلة في عصره ومفتيهم بدمشق بعد إسماعيل الجراعي، أعجوبةً في استحضارِ كلامِ الأصحاب، انتهت إليه رياسةُ الفقه، وشُدَّت الرِّحال للأخذ عنه، وكان حافظًا للسانه، مقبلًا على شأنه، ليِّنَ العريكة، حلوَ المفاكهة، له مكارمُ دارة


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ١٧٩.