بها وعُيِّن قَاضِيًا بجدَّة سنةَ أربَعِيْن وثلاث مئة وأَلْف، وجُعِل من أعْضَاء مَجْلِس الشُّورى سنةَ تِسْع وأربَعيْن وثلاث مئةٍ وألْفٍ، رئيْسًا للمَحْكَمة الشَّرعيَّة الكُبْرى فأحَد أعضاء رئاسة القُضَاة، سنةَ سَبْع وخَمسين وثلاث مئة وألْف إلى أن تُوُفِّي سنة تِسْعٍ وخمسين وثلاث مئة وألْف، صَنَّف مَجَلَّة "الأحْكام الشَّرْعيَّةِ" خط على مَذْهَب الإمام أحمد بن حَنْبل في نَحْوِ ألْفِ مادَّةٍ، عاجَلَهُ الأجَلُ قَبْل طَبْعِها، وكانت وَفَاتُه بالطَّائِف. انتهى.
قال في "زَهْر الخَمَائِل": كانت له مَدْرسةٌ بلْبدة شَرْقي حَائِل، تَخَرَّج عَلَيْه كَثيرٌ من أهْلها، كالشَّيْخ عليِّ الصَّالح السَّالم وغيرِهِ. مات سنةَ تِسْعٍ وخمسين وثلاث مئةٍ وألْفِ تقريبًا. انتهى.
قال في "زَهْر الخَمَائِل": قرأ القُرآن على وَالِدِهِ، وتَعَلَّمَ عَلَيْه العِلْم، وأخذ العِلْم أيضًا عن الشَّيْخ عَبْد الله بن مسلم، والشَّيْخ عَبْد الله بن بُلَيْهِد، وتَوَلَّى القَضاء بالنِّيَابةِ في غَيْبة كُلِّ من الشَّيخ ابن بُلَيْهِد، والشَّيْخ حَمُود الحُسَيْن، سنةَ تِسْعٍ وأرْبَعيْن وثلاثِ مئةٍ وأَلْفٍ، وكان عادلًا فيه، وكان دَيِّنًا فاضِلًا، له عَقْلٌ راجحٌ، لا يَتَكلَّم فيما لا يعنِيْه، إذا حَضر مَجْلس لَغَطٍ أمسَكَ حتَّى ينْفَضَّ المَجْلِس، حَميدَ السِّيْرَة، جليلَ القَدْرِ، حافظًا للقرآن فقيْهًا. تُوُفِّي بمَكَّة وهُوَ مُحْرِمٌ بسَكْتةٍ قلبيَّةٍ، ثامن ذي الحِجَّة، سنةَ تِسعٍ وخمْسين وثلاثِ مئةٍ وألْفٍ، انتهى.
٣٠١٨ - (ت ١٣٦٠ هـ): الشَّيْخ محمَّد بن عَبْد الله بن محمَّد، التُّوَيْجريُّ النَّجْديُّ الحَنْبَليُّ.
أملى عَلَيَّ تَرْجمتَهُ صاحِبُنا ابنه صالح التوَيْجَريُّ وقال: ينتهي نسبُه إلى وائل بن عِنزة، قرأ القرآن وأتْقَنَه على رَشِيْد الصَّالح، وابْتدأ في طَلَبِ العِلم وهو ابن خَمْسَةَ عَشَرَ سنة على الشَّيخ محمَّد العُمَيْريني، وكان حَادَّ الفَهْم، حتى إنَّ