للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحسن شكلٍ ولباسٍ وهيئةً، وذكاءٍ مفرطٍ، ولطفٍ وكَيْسٍ، ومروءةٍ وتَلَطُّفٍ بالطلبة، وعِفَّةٍ وصِيَانَةٍ في حكمه، ورَكِبَهُ دَيْنٌ في آخر عمره، توفي ليلة الجمعة ثاني عشرين جماد الأولى سنة تسعٍ وعشرينَ وسبع مئة، وصُلِّيَ عليه من الغد بالمستنصرية، وحضره خلقٌ كثيرٌ، وكان يومًا مشهودًا، وكَثُرَ البكاءُ، والتَّأَسُّفُ، والتَّرَحُّم عليه، ودفن بمقبرة الإِمام أحمد قريبًا من القاضي أبي يعلى رحمهم الله، ولأهل بغدادَ مراثٍ ومدائحُ كثيرةٌ لجماعة منهم كالدقوقي وغيره. انتهى.

وذكره ابن العماد (١) بنحوه، وابن حجر في "الدُّرر" (٢) وغيرهما. وله مصنفات منها "حواشي المغني"، وكتاب "الوجيز في الفقه"، و"شرح المحرر"، شرحَ قطعةً من أوله ولم يُتِمَّهُ، وذكر له في "الإِنصاف" كتاب "الفروق".

١٥٥٦ - (ت ٧٢٩ هـ): إسحاق بن أبي بكر بن المَنِّيِّ بن أطز التركي ثم المصري، الفقيه، الحنبلي، المحدث، الأديب، الشاعر، نجم الدين أبو الفضل.

قال ابن العماد (٣): ولد سنة سبعين وست مئة، وسمع بمصر من الأبَرْقُوهي، ورَحَل وسمع بالإِسْكَنْدَرِيَّة من القَرَافي، وبدمشق من أبي الفوارس، وإسماعيل بن الفَرَّاء، وبحلب من سُنقر الزيني، وتَفَقَّهَ وقال الشَّعر الحسن، وسمع منه الحافِظُ الذَّهَبِيُّ بحلب، ثم دخل العراق بعد السبع مئة، وتَنَقَّل في البلاد، وسكن أَذْرَبِيجَان، ولم تكن سِيرَتُه هناك مشكورةً، وبقي إلى حدود سنة تسعٍ وعشرين وسبع مئة، ولم تتحقق سنة وفاته، وليس له في الزهد والعلم مشبه إلا الحسن البصري وابن المسيب. قاله ابنُ رجب انتهى.

وذكره ابن رجب (٤)، وابن حجر في "الدُّرر" (٥) وغيرهما.


(١) شذرات الذهب: ٦/ ٨٩.
(٢) الدُّرر الكامنة: ٣/ ٧٠.
(٣) شذرات الذهب: ٦/ ٩٠.
(٤) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٤١٤.
(٥) الدُّرر الكامنة: ١/ ٤٢٤.