للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدين القرافي عن المقرئ قريش الضرير العثماني عن أبي الخير بن الجزري عن شيخه الإمام ابن كثير، وأروي تصانيف الحافظ الذهبي بالسند إلى الحافظ ابن حجر عن أبي هريرة عبد الرحمن بن الحافظ أبي عبد الله الذهبي، وأروي تصانيف ابن القيم الجوزية بالسند إلى الحافظ ابن حجر.

[شعره]

اشتهر الشيخ - رحمه الله تعالى - بين معاصريه بمعرفة أخبار العرب وأشعارها، وفنون الأدب، وأنواعها: ولذا حَلّاه بعض مترجميه بلقب: (الأديب الشاعر) وكانت مجالسه عامرة بذلك، ولهذا يُصْغي الحاضرون إلى حديثه، ويستفيدون منه، ولعل هذا التحصيل مما جعله في صدر مجالس الوجهاء والأعيان.

وأسوق هنا ما ذكره بعض مترجميه من شعره:

قال - رحمه الله تعالى - في بلده: (بُرَيْدَة) وتعظيم شأن العلم فيها:

وسكناي في فيحا بريدة من لها … ينادي جميع الشرق وسطك أرحب

لما ضم من أهل العلوم الذين هم … يزال عن الدين المشرف غيهب

فأكرم بها كم أنتجت من مهذب … نجيب فتى من ذي النجابة أنجب

فهذا لإفتاء وهذاك واعظ … وذاك بأمر العرف يأتي ويذهب

وذاك بتدريس وذاك مصنف … يَهدِّي بما يبدي لنا ويهذب

يقضِّي زمانًا والأنامل دأبها … تسِّيِّر أقلامًا بذا وتبوب

فيا رب حِط سكانها وولاتها … وأرجاءها وما شان يعزب

وقال - رحمه الله تعالى - راثيًا شيخه الشيخ عمر بن محمد بن سليم قدس الله روحه:

مصاب عظيم حق فيه التلهف … وصارت به عيناي بالدمع تذرف

ولا بدع أن أستبدل الدمع في دم … فما ناظر يبكي الدم الآن مسرف

فيا عين فابكي واحذري من تكاسل … وخل الهوينا إن صبري ليضعف

ويا موت زر لا خير لي بعدُ في البقا … إذا ارتحل الأخيار لم نتخلف

إذا أنت أسرعت ارتحال خيارنا … وأبقيت قومًا ليس في الخير تعرف

<<  <  ج: ص:  >  >>