حسنٍ، طَيِّبَ به قُلُوبَهُم، وقال: إنِّي طَيِّبٌ فلا تنزعجوا من أجْلي، ثم أُغْمِي عَلَيْه حَتَّى تُوُفِّي آخر لَيْلَةِ الخَمِيْس، ثالثَ وعشَريْن جمادى الآخرة سنةَ سِت وسَبْعِيْن وثلاثِ مئة وألْفٍ، وصُلِّي عَلَيه صَلاة الجَنَازَة بَعْد صَلاة الظُّهْر الفَريْضَة في جَامِع عُنَيْزة، ودُفِنَ في مَقبَرة الشَّهْوانيَّة في جَمْع غَفِيْرٍ لَمْ يُشْهَدْ قَبْلَه مثلُه في بَلَده، وصُلِّي عَليْه صَلاة الغائب في غَالِب بُلْدان المملكة، وأسِفَ النَّاسُ علَيْه وانثَالَتِ المَراثي عليه، ومِنْهم كاتبُ التَّرْجَمة بقصِيْدة على رَوِيِّ الفاء نُشِر بَعْضُها في جَرِيدة (البِلَاد) السُّعُوديَّة الصَّادِر ٥/ ٧/ ١٣٧٦ مع بَعْض ترجَمَتِهِ، ونَقَلَتْه مَطْبَعَةُ انتصار السُّنَّة في سِيْرته المَذكُورة. رحمه الله.
٣٠٤١ - (ت ١٣٧٧ هـ): محمَّد بنِ عبد اللهِ بن بُلَيْهدِ، النَّجْديُّ، الحنبليُّ، الأديبُ البَارع، النسَّابَة، المُؤَرِّخ، المُتَضَلِّع النَّبِيْه اللوذعي.
وُلِدَ في بَلد شَقْرا من بُلْدان نَجْد، وأخذ بها عَنْ عُلَمائها المَوُجُودِين بها، منهم الشَّيخ إبراهيم بن صالح بن عِيْسى وغيرُه، وسافر إلى بلدان شاسعةٍ، وأكثر الرِّحْلة والتَّجْوَاب، وانْفَرد بمَعْرِفة شُعَراء العُرُوبَة وأُدَبَائِها في عَصْر الجَاهِليَّة والإسْلام إلى يَوْمِنا هذا، ولا سِيَّما الشِّعْرُ البَدَويُّ ومعانيه، ورِوَاثيه وضَبْطه، ومَعْرفَة المَوَاقِع التي تُذْكَرُ في المَعَاجِمِ وغِيْرُها، ومواضعها الصَّحِيْحَة وأسَمائها القَدِيْمة والحَدِيْثَة، وأسباب تَسْمِيتها وغَيْر ذلك. وقد ألَّف بذلك كتابَهُ المَطْبَوع المُنْتَشر، سَمَّاه "صَحِيْح الأخْبَار" في خَمْس مُجَلَّدات، وألَّف ذيلًا تَعَقب به كتاب الهمداني المُسَمَّى صِفَة جَزِيْرة العَرَب، وهُوَ مَطْبُوعٌ أيْضًا، وله دِيْوان شِعْر، وقد طُبعَ أيضًا وبالجُمْلة فهو من أدَبَاء نَجْد المُنْفَرِديْن الأفْذاذِ، رحمه الله، وكان على جانِب عظيمٍ من الأخلاق الحَسَنة، والسَّخاء، ولِيْنِ الجَانِبِ، وحُلْوِ المفاكَهةِ وكثرة الطرائف والظَّرائف، وقد مَرِضَ مَرَضًا اضطَرَّه إلى السَّفر إلى مِصْر للعِلاج، ثم إلى لُبْنَان، فمات فيها في شَهْرِ ربيع الأوَّل، سنةَ ١٣٧٧ سَبْعٍ وسبعين وثلاثة مئة وألْف رحمه الله.
٣٠٤٢ - (ت ١٣٧٧ هـ): الشَّيْخ عَبْد الله بن مُطْلق بن فُهَيْد بن قَاسم، النَّجْدي القصَيْميُّ العنَزِيُّ الحنبليُّ.
ذكره أبو الفَيْض عَبْد السَتَّار الدَّهْلَويُّ في رجال القرن الرابع عَشَر فقال: