للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخمس مئة، وأسمعه أبوه الكثير في صباه من جماعة من الأعيان، وسمع هو بنفسه من ابن ناصر الحافظ، وأبي بكر ابن الزَّاغُوني، وغيرهما، وبالغ في السماع والإِكثار، وتفقَّه وكتب، وكانت داره مَجْمَعًا لأهل العلم، وينفق عليهم بسخاء نفسٍ وسَعَةِ صدرٍ. وسمع منه جماعة منهم ابن القَطِيْعي، وجمع وصنَّف أنواعًا من العلوم، وحمله بذلُ يده وكرم طبعه على أن استدان ما لا يمُكِنهُ وفاؤه، فغلبه الأمر حتى باع مُعْظم كتبه، وخرج عن يده أكثرُ أملاكه، واختفى في بيته من الديون، وبلغ به الحال إلى أن اغتيل في شهادة على امرأة بتصريف بعض الحاضرين، فأنكرت المرأة المشهود عليها ذلك الإِشهاد، فكان سببًا لعزله عن الشهادة، فهو عَدْلٌ في روايته، ضعيف في شهادته.

توفي يوم الجمعة يوم عيد الأضحى، سنة ثمانٍ وسبعين وخمس مئة. وقيل: سنة ثمانين وخمس مئة، وبه جزم ابن رجب. انتهى.

وذكره ابن رجب (١) وقال: كانت عنده كتب جليلة أصيلة، على مذهب الإِمام أحمد بن حنبل، وخَطُّ الإِمام أحمد أيضًا كان عنده، حكاه الشيخ طلحة في غالب ظني، إلى أن قال: وتوفي يوم الجمعة يوم عيد الأضحى، سنة ثمانين وخمس مئة. انتهى.

وذكر له ابن رجب كتاب "الروض النضر في حياة أبي العباس الخَضِر".

٩٣٩ - (ت ٥٧٨ هـ): دُلَف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن التَبَّان الأَزَجي، أبو الخير الفقيه الحنبلي.

ذكره ابن رجب (٢) هنا وقال: سمع من ابن ناصر، وسعد الخير الأنصاري، وعبد الصبور الهَرَوي، وأبي حفص الحَرْبي، وغيرهم، وصحب الشيخ عبد القادر وتفقَّه عليه، ثم خرج من بغداد ودخل خراسان، وأقام بنيسابور، فقرأ على محمد بن


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٣٥١.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٣٥٠.