وقرأ على غيرهما، وكان يحفظُ "المنتهى" عن ظهر قلبه، ويُقرِّره للطَّلبة مع شرحه بحيث إن الطَّلبة كانت تصحِّح نُسخَ "المنتهى" من حفظه، وكان صالحًا وَرِعًا ناسكًا زاهدًا، ملازمًا داره بمحلَّة القَيْمرية، وكانت الطَّلبة تأتي إلى داره المذكورة، وكان الشَّطِّي يعظِّمِهُ، وإذا أتاه بعضُ الطَّلبةِ لقراءةِ الفقه أَرْسَله إليه، ولم يُنَصِّب نفسَه لإقراء الفقه إلا بعد وفاتِهِ، وقد توفي عام ثلاثٍ وستين ومئتين وألف تقريبًا، وممن أخذ عنه محمَّد خطيب دُوما، والشَّيخ عُبيد القدومي، وولده الشَّيخ صالح الكُفَيري الآتي. انتهى.
٢٨٣٤ - (ت ١٢٦٣ هـ): الشَّيخ عبد الله الوِهَيْبيُّ، النَّجْديُّ، الحنبلي، القاضي، الفقيه، العالم، الفاضل، المحقِّق، المدقِّق، الفهَّامة، صاحب الأجوبة الحميدة السَّدِيْدة العَدِيدة، والأسئلة المُفِيدة، والكتابات السَّديدة.
ذكره ابنُ بشْر في "تاريخه"(١) وقال: وليَ القضاءَ في بلد الأَحْساء، وتوفي سنةَ ثلاثٍ وستين ومئتين وألف، وكان في الغاية من الدِّيانة والعَفَاف، والسَّخاء، والكرم. انتهى.
٢٨٣٥ - (ت ١٢٦٤ هـ): عُثمان بن عبد العزيز بن منصور بن حَمَد بن إبراهيم بن حمد بنِ حُسين النَّاصري، ثم العَمْروي، التَّميمي، النَّجدي، الحنبلي.
هكذا وجدت نَسَبَهُ بقلم المترجَم نفسه في عدَّة كُتب بقلَمه، مؤرَّخ في سنة أربع وخمسين ومئتين وألف، وهذا تاريخ كتابته للتدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
وقد ذكر ابن بِشْر في "تاريخه" أنه قرأ عليه، بل إنه شيخهُ الأعظم، ويقول فيه "شيخُنا ويَنْعَتَهُ بالعلَّامةِ، وذكر أنه قرأ على الشَّيخ عبد العزيز بن عبد الله الحُصَين، وغيره، وقال في نعته في ترجمةِ المذكور: وممن أخذ عنه الشيخُ النَّبِيهُ والعالمُ الفقيهُ الذي حوى فنونَ العلومِ، وكشف إليها المستور، وتَلأَلأ بمعاني