للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابنُ العماد (١): أخذَ عن ابنِ رَجَب، وابن اللَّحام، وكانَ فَردًا في زَمنِهِ في مَعرفةِ الوَقائِع والحَوادِثِ، واستقلَّ بقضَاء دمَشق، بعدَ وفاةِ ابنِ المُنَّجا، وكانَتْ وظيفةُ القَضاء دُولًا بينهُ وبينَ القاضِي عزِّ الدِّين ناظم "المُفردات"، إلى أن لَحِقَ بالله، ليلةَ خامسِ رَجَب، سنَة عِشرين وثمانِ مِئة، ولَهُ خَمْسون سَنة. انتهى.

وذكره السَّخاوي في "الضَّوء" (٢)، فقال بعد عُبادَة: ابن عَبد الغَني بن مَنصور، شَمسُ الدِّين، الحرَّاني الأصل، الدَّمشقيُّ، الصَّالحي، الحنبلي، يُعرَفُ بابنِ عُبادَة. ذكَرهُ شيخُنا ابنُ حَجر في "إنبائه"، فقال: اشتغلَ كثيرًا، وأخذَ عن الزَّينِ بنِ رَجَب، ثمَّ عن صاحِبه ابن اللَّحام، وكانَ ذهنُه جَيِّدًا، وخَطُّه حَسنًا، وكذا شَكله، معَ البَشَاشَةِ وحُسن المُلتَقى. ثمَّ تَعانَى الشَّهادةَ، فمهَر فيها، وصارَ عينَ أهلِ البلَد في معرفةِ المكاتيب. مع حُسنِ خَطَّه، ومعرفتِهِ، وآلَ أمرُه إلى أن وَليَ القضَاء، فلم تُحمَد سِيرتُه، وكانَ مَعَ ذلِك عَرِيًّا عن تعصُّب الحنابِلة في العَقيدة. ماتَ في رَجَب، سنةَ عشرينَ وثمانِ مئة، وله سَبعٌ وخَمسُونَ سنة، وقَد غلب عليه الشَّيبُ. انتهى.

- داود بن سليمان بن عبد الله الموصلي. [انظر: ٢١٨٧].

ذكره ابن عبد الهادي (٣) وقال: توفي بعد العشرين وثمان مئة.

٢١١١ - (ت ٨٢١ هـ): عبد الله بن إبراهيمَ بنِ أحمد. الحرَّاني، الحَلَبيُّ، الحنبلي.

قال ابنُ العِماد (٤): كانَ يُذكَر أنه مِن ذُرِّية ابن أبي عَصْرون، وكانَ شافِعيَّ المَذهبَ في الأَصل، ووَليَ قَضاءَ الثَّغر شافِعيًّا. وكانت لهُ وظائِفُ في الشَّافِعيَّة، ثمَّ انتقلَ إلى مَذهبِ أحمد، ووَلي قضاء الحَنابِلَة بحلَب. قال القَاضِي علاءُ الدِّين في "تاريخ حلب": كانَ حسنَ السِّيرة، وَليَ القَضاءَ، ثُم صُرِف، ثمَّ أُعيد مِرارًا،


(١) شذرات الذهب: ٧/ ١٤٨.
(٢) الضوء اللامع: ٩/ ٨٨.
(٣) الجوهر المنضد: ٣٨ وسيأتي برقم ٢١٨٧ وفيات (٨٤٤).
(٤) شذرات الذهب: ٧/ ١٥١.