للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حكيم، الحِيْري، الفَرَضي، فأسمعه في صغره شيئًا يسيرًا من الحديث، وأَشْغَله بحفظ القرآن، والفقه على مذهب الشافعي، ثم إنه صحب أبا زكرياء التَّبْرِيْزِي اللغوي، وقرأ عليه الأدب واللغة، حتى مَهَرَ في ذلك، ثم جدَّ في سماع الحديث، وصاحب ابن الجَوالِيْقي، وكان في أول الأمر أبو الفضل أميلُ إلى الأدب، وابن الجَوَاليقي أميلُ إلى الحديث، وكان الناس يقولون: يخرج ابن ناصر لغوي بغداد وابن الجواليقي مُحدِّثها، فانعكس الأمر فصار ابن ناصر محدِّث بغداد، وابن الجواليقي لُغويها، وخالطَ ابن ناصر الحنابلة ومال إليهم، وانتقل إلى مذهبهم لرؤيًا رأى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول: عليك بمذهب الشيخ أبي منصور الخيَّاط.

قال السلفي: سمع ابن ناصر معنا كثيرًا، وهو شافعي المذهب، أشعري العقيدة، ثم انتقل إلى مذهب أحمد في الأصول والفروع، ومات عليه، وله جَوْدة حفظ وإتقان، وهو ثَبْتٌ إمامٌ.

وقال ابن الجوزي: كان حافظًا ضابطًا، مفتيًا، ثقةً، من أهل السنّة لا مَغْمزَ فيه، وكان كثير الذكر، سريع الدمعة، توفي سنة خمسين وخمس مئة. انتهى. المراد منه.

وله عدة تصانيف ذكر ابن العماد وابن رجب (١) منها: كتاب "مناقب الإِمام أحمد" مجلد، وكتاب في "مآخذ اللغة على الغَرِيْبَين" للهَرَوي، و"جزء في في الرد" على من يقول: إِن صوتي بالقرآن غير مخلوق، وله غير ما ذكراه كتاب "الأمالي في الحديث" وغير ذلك.

٨٦٤ - (ت ٥٥٠ هـ): عبد الملك بن محمد بن عبد الملك اليَعْقُوبي، المؤَدِّب، أبو الكرم الحنبلي.

قال ابن العماد (٢): ولد بعد السبعين وأربع مئة، وسمع من ابن النَّرْسِي، وأبي الغنائم ابن المهتدي، وغيرهما.


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ٢٢٩.
(٢) شذرات الذهب: ٤/ ١٥٦.