للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكره ابن فَهْد في "معجمه" وقال: مات في الطَّاعُون بالقَاهرة، سنة ثلاث وسبعين وثمان مئة.

٢٣١٠ - (ت ٨٧٣ هـ): قاضي القضاة شمس الدِّين أبو عبد الله، محمد ابن عبد الرحمن بن محمد، العُمَريُّ العُلَيْميُّ، نسبةً إلى سيدنا علي بن عُلَيْل المشهور عند الناس بعليِّ بن عُلَيم، والصَّحيح أنه عُلَيْل باللَّام، وهو من ذُريَّة عُمَر بن الخَطَّاب رضي الله عنه الحنبلي المَقْدِسِيُّ.

ذكره ابن العماد (١) وقال: قال ولده في "طبقات الحنابلة": ولد في سنةِ سَبْعٍ وثمان مئة بالرَّمْلة، ونشأَ بها، ثم توجَّه إلى مدينة صَفَد، فأقَامَ بها، وقرأ القرآن وحَفِظه برواية عاصم وأتقَنَها وأجِيْز بها من مشايخ القراءة، ثم عاد إلى مدينة الرَّمْلة، واشتغل بالعلم على مذهب الإمام أحمد ابن حَنْبَل، وحفظ "الخِرقيَّ"، وكان أسلافه شافعيَّةً لَمْ يكنْ فيهم حنبليٌّ سواه، وهو من بيتٍ كبيرٍ، ثم اجتهد في تحصيل العِلْم، وسافر إلى الشَّام، ومِصْر، وبيت المَقْدِسِ، وأخذ عن علماء المَذْهَبِ وأَئِمَّة الحَديث، وفُضِّل في فنونٍ من العلم، وتفَقَّه بالشَّيخ يوسف المَرْدَاويِّ، وبرع في المَذْهب، وأفْتَى وناظَر، وأخذ الحديث عن جماعةٍ من أعيان العلماء، وقرأ "البخاريَّ" مِرَارًا، و"الشفاء" كذلك، وكتب بخطِّه الكثير، وكان بارعًا في العرَبيَّة، خَطِيْبًا بليغًا، وصَنَّف ديوانًا في الخُطَب، ووَلِيَ قضاء الرَّملة استقلالًا، ولَمْ يُعْلَمْ بأنَّ حَنْبليًا وليها، ثم ولي قضاء القُدس مُدَّة طويلةً، ثمَّ أضيْف إليه قضاء بَلَدِ الخليل عليه السَّلام، ثم وَلِيَ قضاء الرَّمْلَة تسعةً وخمسين يومًا إلى أن دَخَل الوَبَاءُ، فتُوُفِّي بالطَّاعُون يوم الثلاثاء رابع ذي القعدة، سنةَ اثنتَيْن وسبعين وثمان مئة. انتهى المُرادُ منه.

وذكره السَّخَاويُّ في "الضَّوء"، وابن الشَّطِّي في "مختصره" (٢) بنحو ما تقدَّم، ثمَّ قال ابن الشَّطِّي: توفي سنة ثلاثٍ وسبعين وثمان مئة، ودُفن على باب الجَامع الأبْيض ظَاهرَ مدينة الرَّمْلَة، وقد انتهتْ إليه رِئاسة الحَنَابلة بالقُدس


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٣١٦.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ٧٤.