فقال الوركاني جار أحمد بن حنبل: يوم مات أحمد وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف من الناس: المسلمين واليهود والنصارى والمجوس، وأسلم يوم مات عشرة آلاف، وما من أهل بيت لم يدخل عليهم يوم مات أحمد الحزن إلا بيت سوء.
قلت: هذه القصة ذات أهمية، وفيها مبالغة شديدة، حتى قال الذهبي في الميزان:"الوركاني هذا شيخ لا يعرف، ولا يُدرى من هو، ولم يتابعه على هذا القول أحد. ولو وقع هذا لتوفرت الهمم على نقل مثله" انتهى. وتابعه على هذا الإِنكار كثير من المتأخرين، ولكن عندي أن في قول الذهبي نظرًا، فقد قال النابلسي قي الوركاني هذا:"إنه نقل عن أحمد أشياء، وسمع منه أحمد بن حنبل أيضًا". وقال ابن حجر في التهذيب: "محمد بن جعفر بن زياد ين أبي هاشم الوركاني، أبو عمران الخراساني، سكن بغداد، روى عن: عبد الرحمن بن أبي الزناد، ومالك بن أنس، وفضيل بن عياض، وشريك بن عبد الله، وأبي معشر المدني، وأيوب بن جابر اليمامي، ومعمر بن سليمان الرقي، والمعافى بن عمران الموصلي، ومعتمر بن سليمان التيمي في آخرين. وعنه: مسلم، وأبو داود، وروى النسائي عن أبي بكر بن علي المروذي عنه، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وابن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون، وإبراهيم بن الجنيد الختلي، والمعمري، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن علي الأبَّار، وأبو يعلى، وأبو القاسم البغوي، وآخرون. قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عنه. وقال أبو زرعة: كان جار أحمد بن حنبل، وكان يرضاه، وكان صدوقًا ما علمته. وقال صالح بن محمد: كان أحمد يوثقه، ويشير به. وقال عبد الخالق ين منصور عن ابن معين: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن سعد وغيره: مات في رمضان سنة ثمان وعشرين ومئتين.
قلت: وبهذا أرَّخه ابن قانع، وقال: كان ثقة. انتهى المراد منه، وكذا في الخلاصة أنه توفي سنة ثمانٍ وعشرين ومئتين. وبهذا تعلم أن القصة ليست صحيحة،