للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يَسْبِقُ من لقِيَه بالسَّلامِ، قويًّا في دِيْنه، لا يُبَالي بأحدٍ، ولا يَرْهَبُ أحدًا، أمَّارًا بالمعْرُوف، نَهَّاءً عن المُنْكَرِ، وكان واعِظًا مُحَبَّبًا إلى العَامَّة والخَاصَّة، لا يَجْلِس في مَجلسٍ إلَّا افتَتَحَهُ بالوَعْظ والإرْشاد، والبُحُوث الدِّينيَّة، مُنْجَمِعًا عن النَّاس، تاركًا للدُّنْيا وأهْلِها، غَيْرَ مُلْتفتٍ إلى زُخرُفِها وبنِيْها، رحمه الله رحمةً واسِعَةً.

٣٠١١ - (ت ١٣٥٨ هـ): الشَّيخ عَبْد العَزِيْز بن إبراهيم، العَبَّادي النَّجْدِيُّ، القصَيْميُّ البُرَدِيُّ الحنبليُّ، القاضي بها نيابةً، الفَقِيْه النحريرُ الضَّرير.

وُلِد في بَلَد بُرَيْدة ونشأ بها، وحَفِظ القُرآن على محمَّد بن عَبْد الله بن حَمَد، وهو إذ ذاك صَغِير جدًّا، وكان ضَرِيْر البَصَر، فاستظْهَر القُرْآن، وابْتدأ في طَلب العِلْم على خَاله الشَّيخ عَبد الله بن محمَّد آل سَلِيْم، وأخِيْه الشَّيخ عُمَر بن محمَّد آل سَليْم، ولازَمَهُما مُلَازَمةً تامَّةً، فحَصَّل في الفِقْه والفَرائِض والحَدِيْث، وشارَك في سَائِر الفنُون، وأجَازاه في التَّدْرِيس، فجَلَس يُقْرِئُ التَّجْويد والنَّحْوَ، والفَرَائِض والفِقْه والحَدِيْث بمِسْجد الجَامِع ببُرَيْدة، وقد انْتَفَع بهِ خَلْقٌ كثيرٌ من الطَّلَبَة، ثمَّ تَوَلَّى القَضَاء نيابةً عن الشَّيخ عُمَر بن محمَّد بن سَلِيْم، فحُمِدَتْ سِيْرَتُه، وكان عَفِيْفًا عَزُوْفَ النَّفْس وَقُورًا، يُؤْثِر الخُمُول، حَسَن العِشْرة جِدًّا، سَلِيْم الصَّدْر، وكان رَفِيْقي في الطَّلَب، فكنت أعْجَب من اسْتِحْضَاره جِدًا، وكان أمَّارًا بالمَعْرُوف، نَهَّاءً عن المُنْكَر، ولَمْ يَزَلْ على هذه الحَالَة الحَمِيْدة حتَّى تُوُفِّي سنةَ ثمانٍ وخمسين وثلاث مئةِ وألْف، ورَثاه الشُّعَراء من بُرَيْدَة وغيرها، ونِعْمَ الرَّجُلُ كان، رَحِمه اللهُ.

٣٠١٢ - (ت ١٣٥٨ هـ): محمَّد بن حُمَيد، الصُّرَيْريُّ النَّجديُّ الحنبليُّ.

قال في "زَهْر الخمائل": وُلد سنةَ تِسعيْن ومئتَيْن وألْف، وقرأ القُرآن بحائل، وأخذ العِلْم عن الشَّيخ صَالِح السَّالم، وأخذ التَّوْحِيْد وأصُول الدِّين على الشَّيْخ الإمام عَبْدِ الله بن عَبْد اللَّطِيْف بالرِّيَاض، فقَدْ رَحَل إلَيْه سَنَة عِشرين وثلاث مِئة وأَلْفٍ، وقرأ العَرَبيَّة والفرائض على الشَّيْخ النَّحْويِّ اللُّغَويِّ حَمَد بن فَارِسِ، كما أخَذ الفَرَائض أيضًا على الشَّيخ عَبْد الله بن راشِد، واجْتَهَد في طَلَب العِلْم حتَّى حَصَل على طَرَفٍ صَالح منه، كان يُعَدُّ من العُلَماء، تَوَلَّى القَضَاء في موقف والبادِيَة التَّابِعَيْن لها، كآل سُوَيْد، وآل عمُود، وآل مَبْرَك، ومَنْ سَكَن