للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشَّطِّيُّ في مُسَوَّدتِهِ لِطَبَقات الحَنَابلة وقال: هو صَالح بن إبراهِيْم بن عبد الله الكفيري الدِّمَشْقِيُّ الحنبليُّ، الفقيهُ الصَّالح التَّقِيُّ، أَخَذ الفِقْه عن والدَهِ، وكان هُو مُتَقَشِّفًا، مُلازِمًا للعِبَادةِ والطَّاعَات، حَافِظًا للقُرآن المَجِيْدِ، فقيرًا صابرًا، وكان يُلازمُ دَرْس العَلَّامة سَلِيْم العَطَّار، وكانت وَفَاتُه في حُدُود سَنة اثنتَين وثمانين ومئَتَين وأَلف. انتهى ملخصًا.

وذكره صاحب "السُّحُب الوابلة" (١) وقال: هُوَ كاسمه، يَقْصِدُه النَّاس لاستخارةٍ قلَّ أَنْ يُخْطِئَ فيها. انتهى.

٢٨٥٧ - (ت ١٢٨٢ هـ): عبد الله بن عبد الرَّحمن بن عَبْد العزيز بن عَبْد الرَّحمن بن عبد الله بن سُلْطان بن خميس العَائذي. المُلقَّبُ كأسلافه أبا بطَين، النَّجديُّ الفقيهُ الحنبليُّ.

ذكره صاحب "السُّحُب الوابِلة" (٢) وقال: هو فقيه الدِّيار النَّجْديَّة في القَرْن الثالث عَشَر بلا نزاعٍ، ولوالد جَدِّه "مَجْمُوعٌ" في الفِقْه، وهُوَ شَيْخُنا العَلَّامة الفَهَّامة، وُلِدَ في بلد الرَّوضَة من قُرى سُدير، سنةَ أَربعٍ وتسعين ومئة وألْف وبها نَشَأ، وقرأ على عالِمِها محمد بن طراد الدَّوْسَريِّ، وكان قد ارْتَحل إلى الشَّام، فَقَرأ فيه، وأظُّنه على السَّفارينيِّ وطَبَقَتِهِ، فلازمه المُتَرْجمُ ملازَمَةً تامَّةً مع ما جَعَلَ اللهُ فيهِ من الفهم والذَّكاء وبطء النِّسيان، فمهر في الفِقْه، وفَاقَ أهْلَ عَصْره في إبَّان شَبِيْبَتِهِ، ثم ارتَحل إلى شَقْرا من بلدان الوَشْم، وقرأ على قاضيها الشَّيْخ عَبْد العَزيز الحُصَيْن، بالتصْغِير، وهو أَعْلَمُ منهُ بكَثير، فصار القاضي يُحيلُ عليه في كثير من القضايا، ثم أرسله أميرُ نَجد تُرْكي ابن سُعُود، سنةَ ثمانٍ وأربعين ومئتين وألْف، إلى عُنَيْزَة قاضِيًا عليها، وعلى جميع بُلْدان القَصِيْم على عَادَتِهِ في إرْسَال القُضَاةِ من عِنْدِهِ تشبهًا بالسُّلْطان في إرساله القضَاة من اصطَنْبُول، وبِئْسَت البِدْعَةُ، فإنها في مَمَالِك الدَّوْلةِ مُشْتَمِلةٌ على قَوَاصِمَ جَمَّةٍ، وكان أهْل البَلد كارِهِيْن لذلك ظَنًّا منهم أنَّه كالقُضَاةِ السَّابقين، فَلَمَّا رأوا عِلْمه وعَدْله، وسَمْتَه


(١) انظر السحب الوابلة: ٣/ ١١٤٣، وفيه: أن اسمه صالح بن موسى الكفيري.
(٢) السحب الوابلة: ٢/ ٦٢٦ - ٦٣٢.