للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال السَّخاوي في "الضَّوء" (١)، من ترجمة طَويلة جِدًّا: قال شيخُنا ابنُ حجر: كانَ ديِّنًا، صالِحًا فاضلًا، خَيِّرًا، خَبيرًا ببعضِ المَسائِل، مُنقَطِعًا بمسجِدِه الَّذي بَناه بغزَّة، مقبُولَ القَولِ في أهلها. اجتَمَعْتُ به فيه، وعَرَفْتُ بَركَتَهُ، وقرأتُ عليه أشياء. وكانَ للنَّاسِ فيه اعتقاد، ونعمَ الشَّيخُ كان. وقالَ الفاسِيُّ: كانَ لَديه فَضيلةٌ، وله شُهرة في الصَّلاح والخَير. وبلَغَني أنه يَنتَحِل في التَّصوَّفِ بمذهَبِ ابن عَربي. وجاورَ بمكَّةَ وقَدِمَها مِرارًا. ثمَّ حَجَّ سنة أربع، وأقام بمكَّة حتَّى مات، يومَ الخَميس، مُستهلَّ صَفر، سَنة خمسٍ وثمانِ مئة. ودُفِنَ بالمعلاة. انتهى.

٢٠٦٤ - (ت ٨٠٥ هـ): محمدُ بن محمد بن أحمَد بن محمود النابُلُسِي، الحنبلي، شَمسُ الدِّين، الشَّيخُ الإِمام العلَّامة.

قال ابنُ العماد (٢): تفقَّه على الشَّيخ شمس الدِّين عَبدِ القادِر، وقرأ عَليه العربيَّة وأحكمها. ثمَّ قَدِمَ دمشقَ بعد السَّبعين فاستمرَّ في طَلبِ العِلم في حَلْقة بهاءِ الدِّين السُّبكي ثم جلَسَ يشهدَ واشتهر أمرُه، وعلا صِيتُه، وقُصِدَ في الإشْغَال. ولم يَزَلْ يترَقَّى، حتَّى وَلِيَ قضاءَ قُضاةِ الحنابلة بدمَشق، وعُزِل، وتولَّى مِرارًا. وكانَتْ له حَلْقة لإقراء العَربيَّة يحضرُها الفُضَلاء. ودرَّس بعِدَّة مدارِس، وكان ذا عَظَمةٍ وبَهْجَة زَائِدة. لكن باعَ من الأوقافِ كثيرًا بأوجُهٍ واهِيَة، سَامَحه الله. وتوفِّي بمنزِلِهِ في الصَّالحية، ليلَة السَّبت، ثاني عَشَر المُحرَّم، سَنة خَمسٍ وثمان مئة. انتهى.

وذكرَهُ السَّخاوي في "الضَّوء" (٣)، وقال: وُلدَ في حُدود سَنة أربعينَ وسَبع مئة بنابُلُس، وقَدِمَ دمشق بعدَ السَّبعين، وحضرَ دروسَ أبي البَقاء، واشتَغَل بالفِقه والعَربية، وغيرهما. وشهدَ على القُضاة، واشتَهَرَ، فَصار يُقصَدُ بالإشْغَال، بحيثُ استقرَّ كبيرَ الشهود. ثمَّ وقعَ بينَهُ وبينَ العلاءِ بن المُنجَّا، فسَعى عليه في القَضاء،


(١) الضوء اللامع: ٢/ ١٤٠.
(٢) شذرات الذهب: ٧/ ٥٢.
(٣) الضوء اللامع: ٧/ ١٠٧.