العرب، وآدابها، وأخبارها، وعلومها، وآثارها. وكان يحفظ من الأشعار العربيَّةِ ما يبهر السَّامِعَ، كما امتاز أيضًا بحسنِ الأداء، وجمال الصوت، وكانَ من أصدقاءِ ابنِ العم الشَّيخ الأديب محمدِ بنِ عبد الله بنِ عثيمين وخلصائه الخاصين بل كان راوية أشعارِهِ في المحافل وبينَ يدي جلالةِ الملك عبدِ العزيز فيما ينظمه فيه، وتوفي رحمه الله سَنَةَ اثنتين وخمسين وثلاث مئة وألف، ورثاه محمَّدٌ بنُ عثيمين المذكور، ونشرت جريدةُ أمِّ القرى له ترجمةً بعنوان: ماتَ أديبُ نجد، وكان محررَ الجريدة إذ ذاك يوسفُ ياسين، فأفاض في ترجمته وأورد مختاراتٍ من محفوظاتِهِ، وبالجملة فهو أديبُ نجد المنفرد الفذ رحمه الله.
٢٩٩٧ - (ت ١٣٥٣ هـ): الشَّيخُ عبدُ الله بنُ سليمانَ بنِ محمدٍ بنِ سليمانَ آل صقر من قبيلة بني خالد الشَّهير بالسياري، النجدي، الحنبلي.
ذكره الشَّيخ سليمانُ بنُ حمدان فيما رأيتُه بخطَّه فقال: هو قاضي القويعية، وبقية العرض، توفي في بلد ضُرْمى راجعًا من الرِّياض في ثاني عشر شعبان، سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مئة وألف عن ثمانين سنة تقريبًا، وكانَ سببُ وفاتِهِ أنَّهُ صِيْدَ له ضَبٌّ في ذهابه إلى الرِّياض، وشوي فأكل منه فما زال يشتكي منه إلى أن توفي في رجوعه، وكان والده قد سكن القصب، فتوفي وهو صغير، فنقله أعمامه إلى بلد ضرمن محل إقامتهم، فقرأ هناك القرآن ثم ارتحل لطلبِ العلم إلى الرِّياض فقرأ على الشَّيخ محمدٍ بنِ محمود والشَّيخ عبدِ الله بنِ عبد اللطيف وبقي إلى أن حصل الاختلاف بينَ آل سعود، سعود وأخيه عبدِ الله سَنَة ثلاثٍ وثمانين ومئتين وألف، فانتقل إلى القويعية ثم بعد مُدَّةٍ انتقل إلى بلدِ الحوطة، فقرأ على الشَّيخ إبراهيم بنِ عبد الملك، وكان فيما بلغني كثيرَ التلاوة لكتاب الله، مشهورًا بالسخاء. انتهى.
قال في "زهر الخمائل": قرأ وتعلَّم بحائل، وتولَّى قضاء خيبر وبواديه، ثم نقل إلى الحائط والحويط، وهما قريتان بقرب خيبر لهما ذكرٌ في التَّاريخ باسم فدك، كان فاضلًا، صالحًا، وَرِعًا، أكثر أحكامه صلحًا، ماتَ سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مئة وألف. انتهى.