للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الدُّنيا، ورحل إليه الحافظ شمس الدِّين بن ناصر الدين الدِّمشقي بجماعةٍ من أهل الشَّام للسَّماع عليه ببَعْلَبَكَّ، وتوفي يوم الثلاثاء، العشرين من ذي الحجة، سنة خمسٍ وأربعين وثمان مئة. قاله العُلَيْميُّ. انتهى.

٢١٩٨ - (ت ٨٤٦ هـ): زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد، أبو ذَرًّ بن شمس الدين بن جمال الدين بن شمس الدِّين، المِصْري الحنبلي، المعروف بالزَّرْكَشِي.

قال السَّخَاوي في "الضَّوء" (١): ولد سابع رجب، سنة خمسين وسبع مئة بالقَاهرة ونشأ بها، فحفظ القرآن و"العمدة" و"المُحْرَّر" الفقهي، وعرضه على قاضي الحنابلة ناصر الدين نصر الله الكِنَانيِّ وغيره، وأجازوه، وتفقَّه بنصر الله المذكور، وقرأ في العربية على البرهان الدجوي وغيره، ثم ارتحل إلى دمشق فأخذ الفقه عن الزين بن رجب، وقاضي الحنابلة شمس الدين بن التقي، وحضر عند الزين القرشيِّ، وأجاز له الجمال نصر الله البَغْدادي والد المحب بالإفتاء والتَّدْريس، ودخل نابُلُس وإسكندرية، ودِمْياط، والصَّعيد وغيرها، وزار بيت المقدِس، والخليل، وحج قبل القرن وبعده، وناب في القضاء قديمًا، ثم ترك واستقر في تدريس الحنابلة في الأَشْرفية برسباي أولَ ما فتحت من واقفها، وبالشِّيخُونيَّة، مع الإسماع بها عقب المحبِّ بن نصر الله وغيره، وكان إمامًا متواضعًا، جيد الذِّهن، حسن الفضيلة، مشاركًا، صنَّف تصانيف لم تكمل، وقلَّ بصره في آخر عمره، حتى كاد أنْ يكفَّ، ولم يقطع المطالعة مع ذلك من الخط الثخين، ويستعين على الدَّقيق بغيره.

ذكره شيخنا ابن حَجَر في "إنبائه" وقال: كان يدري الفقه على مذهبه، وصار في هذا الوقت مسندًا لِمصْر، مع صحة بدنه وضعف بصره. مات ليلة الأربعاء، ثامن عشر صفر، سنة ستًّ وأربعين وثمان مئة بالقَاهِرَة. وذكره المقريزي في "عقوده". انتهى.


(١) الضوء اللامع: ٤/ ١٣٦ - ١٣٧.