للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ينكر عليهم بيده، ويضربهم بعصاه فقبض عليه، وذهبوا به إلى الشريف أمير مكَّة في ذلك الوقت، فقال له: ما حملك على ذلك؟ فقال: فعلتُ ذلك كي أصل إليك، ولو لم أفعل ذلك لما وَصَلْتُ إليك، والقصد من وُصُولي إليك إخبارك بأنَّ هذا العملَ بدعةٌ منكرةٌ في أيِّ بلادِ كان، وفي مكَّةَ والحرم أنكر، وأنَّهُ لا يسعك تركُهم يتلاعبونَ باسم اللهِ تعالى، وأني على أتم استعدادٍ لمناظرتهم بحضرتك، فخلَّى الشريفُ سبيلَه، وتهدَّدَهم على عملهم رحمه الله، وهكذا يجبُ أَنْ يكونَ العلماءُ إذا رأوا منكرًا، وهكذا الغيرة الدِّينِية واللهُ ينصُر مَنْ نَصَرَهُ بلا شك وإلّا فإنَّ الشيخَ ضعيفٌ مُسْتَضْعَفٌ ليسَ له ما يَشدُّ أزرَهُ إلَّا الإيمان، والله أعلم.

٢٩٠٠ - (ت ١٣١٨ هـ): محمدٌ بنُ عُبَيد القدومي النَّابُلسي، الحَنبلي.

تقدمتْ ترجمةُ أبيهِ وأخيه، وأمَّا المُتَرْجَمَ:

فقال ابن الشطي في "مختصره" (١): ولد سنَةَ تسعٍ وأربعين ومئتين وألف، وهاجر في طلب العلم إلى دمشقَ فأخذ عن الشيخ حسن الشَّطي، وكان المترجَم عالمًا فاضلًا، شاعرًا ناثرًا، فقيهًا عابدًا، سريعَ الفهم، له محاسنُ جَمَّةٌ، ومدائحُ نبويةٌ، وله اليدُ الطُّولى في التاريخ، ولا سِيَّما في أخبار العرب والملوك الإسلامية، وقد كُفَّ بصرُه في أواخر عمره، وبقي في قريته كفر قدوم مقيمًا على النفع والطاعة، مع حسن المحاضرة، ولطف المسامرة، لا يَمَلُّ جليسُهُ منه إلى أنْ توفيَ بها سَنَةَ ثمان عشرةَ وثلاث مئة وألف. انتهى ملخصًا.

٢٩٠١ - (ت ١٣١٩ هـ): الشيخُ إسحاقُ بنُ الشَّيخ عبدِ الرَّحمن بنِ الشيخِ حسنِ بنِ الشيخ الإمام محمد بنِ الشيخ عبد الوَهَّاب بنِ الشَّيخ سليمانَ بنِ علي التَّميميُّ، النجديُّ، الحنبليُّ.

ترجمه العَلَّامَةُ الشيخُ سليمانُ بنُ حمدان فيما رأيته بخطِّه فقال: هو الشيخُ العالمُ، العَلَّامَةُ القدوةُ، العمدةُ الفَهَّامةُ، المحدِّثُ الرِّحلةُ، الفقيهُ النبيهُ، الفاضلُ


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ٢١٠.